في خلاصة تعليمه الصلاة واستنادا إلى خبرته الشخصية، نجد في القانون العبارة التالية:" ليرغب الإخوة قبل كلّ شيء روح الربّ وليتركوه يعمل فيهم".
حياة الصلاة تعني أولا تلك الرغبة الكبيرة، ذلك البحث المتواصل عن رغبة الله وعن عمله فينا. إننا من ذاتنا لا نستطيع أن نذكر اسم الله بجدارة ولا نعرف أن نرجوه كما يليق. ألا تعني الصلاة للمسيحي إدراك يسوع في علاقته مع الربّ؟ أي أن نتعلّم على قول :" آبا أيها ألآب." إن ذلك غير مستطاع إلا بالروح القدس. ومدربنا الأكبر في حياة الصلاة هو روح الربّ. علينا إذا أن نرغب فيه فوق كلّ شيء وأن نتركه يعمل فينا.
أدرك فرنسيس تمام الإدراك، أننا لا ننقاد بعفوية إلى روح الربّ بناءً على مظاهر حياتنا الدينية والروحية أي لا يكفي أن ننصرف إلى نشاط يوصف بالروحي، حتى يكون لنا نصيب فيه. ويرى أنه من الممكن أن نبرهن على همّة مخلصة للصلاة والتضحيات، للحياة الرسولية ولدراسة كلمة الله، وأن ننقاد في كلّ ذلك، ودون دراية منا، بأمر آخر هو غير روح الربّ.
اهتمّ فرنسيس في توصياته بتثبيت الإخوة في الحقّ، ساعدهم ليروا بوضوح أعماق ذواتهم، علّمهم كيف يميزون روح الربّ من الإلهام البشري، ودلّهم على أسس بسيطة ومعصومة عن الخطأ. فالراهب الذي يضطرب فجأة وبغضب لأنه يُعاكس في آرائه ومخططاته مهما سمت، فانه يحمل على الظن بأنه تحت تأثير تملّك ذاتي أو تشنّج عصبي... وقد يكون بسبب انطوائه على نفسه. كما أنّ الماء العكرة تدل على عدم صفائها، كذلك اضطراب الإنسان وغضبه، يكشفان عدم صفاء قلبه: إن الاضطراب والغضب مع قلّة الصبر والهجومية تفضح استعدادا للتملك حتى مع أكبر تطلعات النفس وأعلاها. ( يتبع ) |