في هذه الفترة التي قضيت فيهاالخبرة الرسولية، كنت دائماً اشعر باشتياق للجلوس في حضرة الرب يسوع أمام سر القربان المقدس، وساعدني كثيراً كتاب"الهوية الرهبانية" في التعمق بالحياة الرهبانية و في روح الصلاة والدخول الى اعماق النفس . عشت الحياة الاخوية بكل بساطة وفرح مع اخواتي الراهبات حاولت أن اكون عضو بناء في هذه الجماعة حتى بأبسط الأشياء
خبرتي في الأقصر خبرة غنية اكتشفت فيها عمل الرب معي وحضوره الحي الفعال في حياتي. أؤمن بان الرب معي ولا يتركني أبدا. وما حدث معي اكد لي انه معي في الصعوبات والشدائد. فعند عودتي من القاهرة الى الاقصر توقف القطار قبل ان يصل الى أسيوط بخمسة وأربعين كيلومتر. توقف نحو الساعة الخامسة صباحاً وبقي متوقفا. فانتظرت حتى الساعة الحادية عشر على أمل أن يتحرك ولكنه لم يتحرك ولا خطوة واحدة. فرجعت بتكسي مع أشخاص لا اعرفهم. أخذنا الطريق الصحراوي وفي هذا الوقت كانت الاوضاع صعبة جداً فكيف وصلت بخير وسلام لا اعلم! كل ما اعلمه انني وصلت بخير وكل ما شعرت به اثناء السفر هو سلام تام ولم اشعر بالخوف ولو حتى لحظة واحدة. نعم عظيم الرب في اعماله.
خدمتي كانت مع ذوي الاحتياجات الخاصة . في البداية شعرت بأنني عاجزة مكبلة لا اعرف كيف أتعامل معهم، ولكن بعد فترة بدأت اخذ عليهم وأتعامل معهم بكل حب، فشعرت بالفعل أنهم بحاجة أن يشعروا بأن من حولهم يحبهم ويحترمهم. لقد أحببت جدا هذه الخدمة المتواضعة التي علمتني الصبر وطول البال، وكيف أكون صديقة لهم. ولا انسى الزيارات التي قمت بها مع الأخت ليلي والتي جعلتني انفتح على الآخر حتى غير المسيحي. فلأول مرة كنت أزور منازل غير المسيحيين واشعر بالراحة معهم. شعرت بأهمية وجود الراهبات بين المسلمين. هذه الزيارات ساعدتني على إقامة علاقات طيبة في هذه البلد ة.
في النهاية اشكر الرب يسوع على هذه الخبرة وعمله معي واشكره لانه اوجدني في هذه الجماعة التي ساعدتني في كل شيء. شكراً لهن على تعبهن ومحبتهن لي .اطلب من الرب أن يبارك خدمتهن ويقدس حياتهن .
رحمة عبد المسيح |