خبرة الاستعداد للنذورالمؤقتة بدأت منذ انعقاد اجتماع المسؤولة الإقليمية الأخت ناريل ومستشاراتها بالإسكندرية ، حيث سيحدّد موعدها، فكنت في حالة من الانتظار لصدور القرار، وكانت هذه اللحظة صعبة جدا ، علّمتني أن التجىء إلى الله
خلال هذا الوقت، ذهبت يوم احد الى القداس عند الآباء الكونبونيان في الزمالك ، بعد نهاية القداس سألني الاب جيسلان متى نذورك يا منال ؟
أجبته لا أعرف، الراهبات مجتمعات في الإسكندرية مع الرئيسة الاقليمية وسوف يتم تحديد موعد النذور. قلت له صلي من أجلي اني خائفة ، هل سيكون هناك نذور لا أعرف؟ فقال لي لا تخافي يا منال سيكون هناك نذور أنا متأكد.
لحظتها أحسست ان الله يكلّمني من خلال الاب جيسلان وبعد ذلك بأيام قليلة صدر القرار وأخبرتني الاخت منى بأن تحدّد موعد النذور يوم 24 مارس/ آذار.
منذ ذلك الوقت بدأنا التحضيرات، فقمنا باجتماع مع الراهبات في دير الابتداء للبحث بكل شيء يخص هذا اليوم. وكان الجميع فرحون ومهتمّون، كذلك سافرنا مع الأخت منى إلى الإسكندرية لكي نقوم بالتحضيرات اللازمة مع الراهبات هناك ومع الرعية. ان كل التحضيرات الخارجية مهمة جدا وضرورية لكن الاهم ايضا هو الاستعداد الداخلي للقيام بهذه الخطوة.
كل ما كان يقترب موعد النذور كل ما كنت اشعر بالخوف وبرهبة هذا الموقف وهذا الحدث ،وخاصة عندما كنت أقرأ نص الالتزام ألرهباني، كان يزداد بداخلي هذا الشعوروكنت اتساءل كيف يكون هذا؟
أأنا هي التي ستنذر وتلتزم بهذه الحياة مع الله؟ إنها مرحلة جديدة ، مرحلة العهد مع الله والارتباط به، عشت فترة بهذه الحيرة وهذا التساؤل كما عاشت مريم حينما بشرها الملاك وقالت له كيف يكون هذا؟
في النهاية لم أجد سوى جواب واحد وهو تسليم ذاتي إلى الله قائلة له :"هاأنذا" كما قالت مريم. هذه الكلمة رافقتني طيلة فترة التحضير وبعدها شعرت بنوع من الاستسلام الى الله.
واستعدادا للنذور قمت برياضة روحية مع الأب عادل زكا في المنيا لمدة أسبوع ، كان عنوانها: "أنا هو الحياة ،فطوبى لمن لا يشك فيّ".
افتتح الأب عادل الرياضة بنص من تثنية الاشتراع30/15-20 الطريقان:
يقول الرب:"انظر اني قد جعلت اليوم أمامك الحياة والخير والموت والشر فاختر الحياة لكي تحيا أنت ونسلك محبا الرب الهك وسامعا لصوته ومتعلّقا به " .
من خلال هذا النص وعنوان الرياضة شعرت بأهمية ونعمة الحياة التي يمنحها الله لي مجانا فهي عطية منه، علي أن أستقبلها واحياها معه وله فهو الحياة. ايضا هذه الرياضة كان لها تأثير كبير على حياتي، كانت سبب تغيير وتحوّل، من خلالها ولأول مرة أعيش خبرة الصفح والغفران مع الآخرين. هذاالوقت الذي قضيته مع الله كان مثمرا، أعطاني الفرح والسلام الداخلي.
بعدها سافرنا مع الاخت منى الى الاسكندرية وهناك عشت ايضا رياضة لمدة 4 أيام في كنج مريوط، عند الآباء اليسوعيين تحت عنوان، روحانية القديس فرنسيس وماري دي لا باسيون وفرائض الرهبنة، فكانت فرصة لي للتعمق بروحانيتنا وخاصة بفرائض الرهبنة ( حياة الصلاة ،الحياة الأخوية،الرسالة والنذور ) وبعهد الحب مع الله الذي يدعوني للتغيير والتطهير .اني اشكر الرب على هذا الوقت الذي كرسته له في الصلاة والجلوس معه.
بعد عودتنا من الرياضة قمنا ببعض الزيارات في رعيتي (غبريال ) لاشخاص كانوا بحاجة إلى من يزورهم. زياراتنا كانت مفاجأة كبيرة لهم، فشاركونا بما يعيشون وسألونا عن الحياة الرهبانية و الدعوة وعن مسيرتي في الرهبنة. بالنسبة لي هذه الزيارات كانت رسالة وشعرت بأنها من عمل الله.
إن فرحة العهد مع الرب والالتزام معه لم تكن لي وحدي، إنها تجلت في الخدمة والتحضيرات من قبل كل الراهبات. عشت فرح الحياة الاخوية عندما كنت ارى كل اخت تعمل بفرح ومن كل قلبها، تعلّمت منهن العطاء، و"الذي يعطي يفرح". كذلك فرحة اهلي وانتظارهم لهذا اليوم واهتمامهم ومشاركتهم.لا انسى كل الناس اللذين شاركوا وكانت البسمة على وجوههم، الآباء والشمامسة أتوا قبل الوقت لكي ينظموا معنا.
الآباء الذين قاموا بالاحتفال اغلبيتهم كانوا من الرعية عندنا ومن العائلة الفرنسيسكانية :
الاب شنودا ،الاب فريد كمال ،الاب حنا كمال ،الاب عادل زكا اليسوعي الاخ ماجد زكي.
من الأشياء التي أثرت فيّ وأحب أن انهي بها، كلمة قالها لي الاب شنودا ناصيف راعي كنيستنا بغبريال:"لكي تكوني راهبة ناجحة عليك ان تكوني انسانة"
اشكر الله على نعمة الفرح التي غمرت قلوبنا جميعا وعلى حضوره معي واشكر كل اللذين ساعدوني في دعوتي وكل اللذين احتفلوا معي من قريب او من بعيد وكل اللذين صلوا من اجلي.
منال سعد عطالله .
ف.م.م.
|