"سر الى العمق..." (لوقا 5/4)
أتى يوم الخامس عشر من شهر نوفمبر مفعما بالبركة والفرح والحياة.
تحت رعاية ماري ده لا باسيون وبمناسبة عيدها، احتفلنا برتبة الدخول الى الابتداء "ناروزة وانا" وأيضا بتجديد النذور المؤقتة للاخت رحمة وبحضور الاخت بياريت المسؤولة الاقليمية.
تحضّرنا لدخول الابتداء بمسيرة صلاة وتأمل وتمييز خلال الرياضة الروحية التي قمنا بها في دير راهبات الراعي الصالح مع معلمة الابتداء الاخت صونيا. كان نداء الرب لي أن أسير الى العمق بثقة ودون خوف.
تجاوبا مع هذا النداء من جهة ورغبتي بالتكرس للرب بعيش روحانية الفرنسيسكانيات مرسلات مريم من جهة اخرى قلت للرب: "هاءنذا".
لقد سبق هذا اليوم تحضيرات كثيرة شاركت بها جميع الاخوات: تنظيم الصلوات وطباعتها، زينة الكنيسة والبيت، تحضير الاطباق الشهية....
هذه الخطوة المهمة في مسيرتي مع الله، زرعت في قلبي الفرح والترقب لعيش فترة الابتداء وقد ساورني أيضا بعض التوتر لما ينتظرني من تحديات مستقبلية. لكن محبة الرب وأمانته وحضوره بالاضافة الى دعم جميع الاخوات وتشجيعهم، كانا يعطيانني القوة والدفع للمضي الى الامام واختبار بطريقة أعمق دعوة الرب.
بعد انتهاء الاحتفال اجتمعنا على مائدة الطعام مع الاب نادر ميشيل اليسوعي، الذي احتفل بقداس تجديد النذور للاخت رحمة، حيث تبادلنا التهاني وتقاسمنا لقمة المحبة. بعدها أكملنا سهرتنا بجو من المرح وتقديم الهدايا بمناسبة هذه الخطوة الجديدة.
في نهاية هذا النهار، شكرت الرب على نعمه وعطاياه الكثيرة، وطلبت إليه بشفاعة أمنا مريم العذراء أن أسير على خطى ماري دو لا باسيون في عيش الاصغاء، الطواعية، الطاعة والامانة لدعوتي. كما شكرته وصليت من أجل كل أخت عملت وتعبت لكي يكون الاحتفال مصليا وجميلا وفرحا، وليمن الله عليهن ببركته ونعمه. آمين.
الاخت لارا يعقوب، مبتدئة ف م م
" فدنا إليه تلاميذه"
الرياضة كانت فرصة من الرب لنختلي به ونتتلمذ له ونتعمق بدعوتنا وحضور الرب الذي كنت أتذوقه في كلماته لي مع صموئيل "تكلم يا رب لأن عبدك يسمع". فأحسست مثله وبالروح القدس الذي كان يرشدني لأكون يقظة مستعدة أمينة لما يطلبه وينادي عليه. ها أنا يا رب مع صموئيل الذي كان مسرعا دائما وفي كل لحظة كان حاضرا دائما للنداء، في وقت نومه كان مصغيا ومتيقظا ومسرعا يقول "ها أنا" . هذه الكلمات أعطتني نعمة كبيرة فشعرت أنني مثل صموئيل بهذه الرياضة. يسوع يريدني أن أعيش معه وأن أدخل معه الى العمق وأن آخذ القوت الروحي لأسير معه مثل إيليا الذي سار اربعين يوما بسبب الأكلة : "ملاك الرب يأتي ويقول لايليا الطريق امامك بعيدة فقم وكل" (سفر الملوك 19). ويسوع يريدني أيضا أن أحمل الصليب معه فقد قال : من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه" وأيضا مع كلمات ماري دي لا باسيون " المحبة المعرّية، المحبة المضحية ، المحبة المبتهجة..." نعم انه الحب مع حمل الصليب، التتلمذ للرب حتى وقت الالم فلا نهرب من الصليب بل نعيش الأمانة في دعوتنا.
بالفعل شكر للرب على هذه الرياضة وروحه القدوس الذي كان يرشدني ويجعلني أصغي للرب. قطعت مع الرب وعودا في الرياضة وكنت أشعر بعمق الفرح أن أقطع معه عهد ووعد جديد لحياة جديدة.
أما التحضير لصلاة الدخول للابتداء كانت بسلام مع بعض الاضطرابات والخجل ولكنه كان عميقا جدا. حيث الرب أعطانا هدية أن نسمع محاضرات قبل دخول الابتداء (يوم الجمعة حيث أن الاباء الفرنسيسكان نظموا لقاء عن الحياة المكرسة مع الرهبان والراهبات في الكنيسة القبطية الاورثوذوكسية في مصر). فتكلمت عن الحياة المكرسة كصلاة ورسالة وكيف نكون تلاميذ مطيعين. تحضير الرجوع للذات والى عمق دعوتنا وفيه أصغيت وتذكرت الرغبة العميقة والصوت الاول حينما فكرت بالدعوة. شكرت الرب على عائلتي وعلى وجود الراهبات بحبهم للرب وبساطتهم وفقرهم وخدمتهم مع اهل بلدي مما جعلني أسأل ماذا يريد الرب مني؟
إني أنطلق وأقول للرب هاءنذا يا رب لأحبك لأتبعك لأخدمك في كرمك.
الاخت ناروزة (مريم صبحي) مبتدئة ف م م
|