20 أيلول 2008 ... لماذا كلّ هذه التحركات في ديرنا في بيروت؟
إننا نحتفل باليوبيل الذهبي للأخت عايدة جدعون. منذ 50 عاماً وهي تعيش تقدمة ذاتها في الرسالة لمجد الربّ، وها نحن اليوم نشكر الربّ معها على كلّ النعم التي منحها الله إيّاها وكلّ الخير الذي حقّقه المعلّم الإلهي من خلالها.
وبهذه المناسبة السعيدة، امتلأت الكنيسة بالورود. وكان الجميع منهمكون في تحضير القدّاس واستقبال الأهل والأصدقاء، الذين أتوا كثراً لمشاركتها في هذا الاحتفال. وخلال القدّاس الإلهي، ألقى المحتفل، الأب هاني الريّس، اليسوعي كلمة جاء فيها :
" نحن نجتمع اليوم حول الأخت عايدة لنشكر ونفرح بحسب وصية يسوع: " ليكون بكم فرحي، فيكون فرحكم تاماً".
سنة 1958، ابتدأت مسيرة الحياة المكرّسة للأخت عايدة. خمسون سنة هي طويلة في حياة الإنسان ولو كانت قصيرة في نظر الله.
لا يسعنا إلا أن نشكر، والشكر لا يكتمل إلا بالذكر. عندما نريد أن نشكر، نتذكّر الأسباب التي من أجلها نشكر. نشكر لما جرى في الماضي، ولما عشناه من أحداث. نشكر لأعمال هيأها الله لنقوم بها... نذكر الأماكن التي مرّت بها وعاشت فيها، لأنّ الأماكن لها قدسيتها. نحن دائماً نلتقي بالرب في مكان ما. موسى التقى بالرب في عليقة مشتعلة، ومن الطبيعي أن نشعر بأن الأماكن التي كنّا فيها هي أراضً مقدّسة، لأننا التقينا وأحببنا من يقول عنهم المسيح: " هؤلاء هم إخوتي الصغار..."
الأخت عايدة تقول اليوم: حقاًَ كان الربّ صادقاً معي... كان دائماً معي، اختارني لأشهد لمحبته... كنت خادمة في بيته... الآن زال الخوف من قلبي لأنظر إلى المستقبل. إنها بداية لمسيرة جديدة، وحده الربّ يعرف كيف تنتهي..."
بعد القداس، اشترك الجميع في تناول الطعام في جوّ من الفرح والبهجة، وافتتح الشبان " الدبكة" بحماس واضح يعبّر عمّا تحمله القلوب من مشاعر السعادة.
كما ألقى الأستاذ أنطوان أبو سمرا كلمة في هذه المناسبة :
" في رحاب هذا الدير العامر عملت المديد من سنوات العمر، وكلما كنت أدخل إليه كنت أحسّ بالدفء، فأنتعش! وبالرهبة ، فأخشع. فأنا مع راهبات مؤمنات أعمل، وكنّ لي ولسواي خير قدوة وأفضل مثال وعلينا جميعاً بهنّ الاقتداء...
والأخت العزيزة عايدة، كانت طوال سنوات عملها، تعمل بصمت وجهد ومحبة. جعل الله عمرها مديداً ومتوّجاً بأعمال الخير والعطاء. فهنيئاً لها بيوبيلها الذهبي، وعقبال الماسي".
وفي الختام كلمة صغيرة للأخت عايدة :
" أعظّمك يا الهي الملك، وأسبح اسمك إلى الأبد" ( مز 145 )
كيف أشكر الله على كلّ الخير الذي أولاني إياه؟ نعم، بالحقيقة لقد وهبني نعمة على نعمة خلال كلّ هذه السنوات، إن في تونس أو في مصر أو في الأردن أو في لبنان.
أشكر الربّ على أهلي، وإخوتي وأخواتي، كما أشكره على أخواتي في الرهبنة اللواتي عشت معهنّ فرح خدمته من خلال كلّ من التقيت بهم.
( أطلب الصور )
|