"نودّ أن ننطلق إلى جميع الناس، كما فعل السيد المسيح، بقلب متواضع، مستعد لأن يتعلم، ويتلقّى بقدر ما هو مستعد للعطاء، وأن نقف موقفه من الآخرين، موقف احترام وتقبّـل موقف انفتاح وخدمة." (فرائض عدد 40).
هذه الكلمات من فرائضنا عشتها وفهمتها أكثر منذ تسلّمي إدارة روضتنا في عين دراهم – قرية جبلية في تونس – مما دفعني إلى التعلّم من معلمات الروضة ، ومشاركتهنّ ما عندي من بعض الخبرة بما هو تربوي واجتماعي وغيره.
مما ميّز هذه السنة هو استقبالنا في شهر آذار لأكثر من 40 شابة يعملن في مختلف رياض الأطفال بالمنطقة، وذلك تلبية لرغبة المتفقّد التربوي الذي شجّعنا على تحضير موضوع حول كيفية تقديم الرياضيات لأطفال ما قبل الدراسة.
في البداية تفاجأت وخفت ، لكن صوت دفعني من الداخل، بأنه حان الوقت أن أشجّع المعلمات ذوات الخبرة الطويلة وأن لا أكون سوى جسراً وصلة وصل...
هكذا شجعت سعاد إحدى المعلمات عندنا ولها 35 سنة معنا، وما من شيء يفصلنا عن حب العطاء: لا الخوف، لا الدين، لا الثقافة... لا... بل اقتناع كل واحدة منّا بأولوية حبنا للطفل، وبرسالتنا المشتركة فيما نقدّمه للأطفال كان جمرة في الكيان، لا تحتاج إلا لمن يلهبها فتشعل وتضيء لا أربعة منشطات في قرية صغيرة باردة إنما... أكثر بكثير... فما من مصباح يضاء ويوضع تحت المكيال بل على المنارة.....
الأخت سمية قره كلة ف.م.م
لقد قمنا بالتحضير لهذا اليوم من قبل شهر تقريبا ... جاء اليوم وقامت زميلتنا سعاد بتقديم الدرس وقمنا نحن بالمساعدة وكان هناك من وقت لآخر بعض المداخلات والأسئلة من فبل المنشطات أو المتفقّد.
ثم قمنا بفقرة تطبيقية تعرّفت المنشّطات على كيفية صنع بعض الألعاب الخاصة بالرياضيات باستعمال أشياء بسيطة...
كانت انطباعات المنشّطات جيدة وكانوا فرحين بالحضور وعبّروا عن استفادتهم بالكلام والوجوه...فالحمد لله على ذلك....
فتحية
فيما يخص اليوم التربوي المقدّم من طرف الزميلة سعاد بروضتنا عند الأخوات، نلاحظ أنه كان ناجحاً خاصة على مستوى المضمون والأهداف والمنهج المعتمد وعدد المشاركين المميز... وما أدهشني هو النظام والانتباه الرائعين... وكل ذلك كان بفضل التفاهم بين كل العاملين بالروضة...
بعد انتهاء الدرس تمت دعوتنا من طرف الأخت سمية التي كانت كلها نشاط - مع ابتسامة لا تفارق وجهها - إلى تناول الغذاء الذي كان متنوعا في مستوى كرمها...
أشكرها واشكر الأخوات اللواتي ساعدننا. الشيء الذي يؤكد الثقة والاحترام المتبادل بين كافة أطراف الروضة والمزيد من الشعور بالمسؤولية. وفي الأخير كل التقدير والمحبة لكل الأخوات اللاتي عملنا معهنّ في هذه المؤسسة وشكرا…
فريدة
تحت طلب ورعاية المتفقّد التربوي في منطقتنا، قمنا بتنظيم يوم تربوي جمع كلّ مدرّسي رياض الأطفال التابعة لمحافظة جندوبا، وذلك يوم الأربعاء 4 آذار/ مارس في عين دراهم، وكان موضوع اللقاء : " أنشطة الرياضيات في رياض الأطفال ".
عرضت علّي الأخت سمية تقديم الدرس النموذجي. في البدء، انتابني الخوف والقلق تجاه هذه المسؤولية، ولكنني عدت إلى كلّ الدورات السابقة التي شاركت بها مع الأخت هيلين دوفيرج، فوجدت كلّ ما يلزمني لأقوم بهذه المهمّة.
أتى يوم الأربعاء وبدأنا اللقاء في الساعة العاشرة والنصف صباحاً، بحضور حوالي 50 مدرّسة وعدّة موجّهين تربويين من المنطقة.
ألقت الأخت سمية كلمة ترحيب بالمشاركين وقدّمت البرنامج، ثمّ أعطتني إشارة البدء!
تضمّن الدرس 3 مراحل، قمت بتقديمها الواحدة تلو الأخرى مستخدمة الوسائل التربوية الإيضاحية الخاصة بكلّ مرحلة. وكنت أرى إعجاب الموجّهين التربويين أمام هذه الطريقة في التدريس التي تعتمد على الألعاب.
في النهاية، صفّق الجميع بشدّة، وأعربوا عن إعجابهم بهذه الطريقة المسلّية والجذّابة في تدريس الرياضيات.
بعد الاستراحة، خرجنا إلى الباحة وشاركنا ببعض الألعاب التي قامت نجلاء بتحضيرها، وانتهى اللقاء بزيارة صفوف الروضة. ( أطلب الصور )
سعاد
|