جمعية رعاية المسجونين وأسرهم بحلب
مركز الرعاية اللاحقة
لنعمل يدا بيد من أجل بناء طفل خلاّق ومبدع
مركز الرعاية اللاحقة يضم فئة خاصة من اطفال بلدنا, اطفال محرومين من الرعاية الاسرية والاجتماعية , قذفتهم ظروف الحياة الى الشارع ليجدوا انفسهم بدون رعاية او حماية او مأوى .
جمعية رعاية المسجونين واسرهم بحلب بدأت من خلال مركزها " مركز الرعاية اللاحقة" بانجاز خطوة صغيرة على طريق احتواء هؤلاء الاطفال المشردين المتواجدين بيننا ونراهم في كل شارع او زقاق .
وكان الدافع بالاساس حماية ورعاية هذه الفئة من الاطفال المشردين وابناء المسجونين الفاقدين للرعاية الاسرية والذين يختلفون عن الاطفال المعاقين جسديا او الايتام، في ان الكثير من المحسنين او الجمعيات الخيرية تقوم برعايتهم وتقديم يد العون لهم , بينما الاطفال المشردين اطفال منبوذين اجتماعيا وهم بالفعل "معاقين اجتماعيا" لا يجدون من يرعاهم او يعيلهم ومصيرهم اما بائعي دخان على الارصفة او ماسحي احذية او متسولين او مشروع مجرمين جاهزين لان يتلقفهم محترموا الاجرام ليقوموا باستخدامهم واعدادهم اداة من ادواتهم .
وهؤلاء الاطفال يوجهون نداءا انسانيا لكم (افرادا ومؤسسات) من اجل ان تتضامنوا معهم , وتقفوا الى جانبهم لازالة غربتهم وادماجهم في المجتمع ليكونوا في المستقبل جيلا نفخر به ونعتز باسهامه في بناء وطنه وحماية امته.
قامت بعض الطالبات الجامعيات القاطنات في السكن الجامعي التابع لديرنا في حلب بزيارة هذا المركز وهذه بعض التعليقات:
( أطلب الصور )
15 كانون الأول 2009
الساعة الرابعة. سماء ممطرة، حافلة تنتظرنا، أكياس من هدايا ولعب صغيرة، قلوب تنتظر إعطاء الحنان، وقلوب هنالك، بعيداً تنتظر الحنان.
وصلنا الى هناك، باب مركز رعاية الأطفال ( جسر الساخور ).
دخلنا، صعدنا الأدراج، أصوات تدوي، أقدام صغيرة تمشي، عيون تنتظر.
هؤلاء، منهم من فقدوا أمهاتهم وآبائهم بطريقة بشعة، مما ترك في أرواحهم أذية لا تمحى بسهولة.
كانت هذه أجمل لحظات حياتي. عندما تخلق أملاً في القلوب، تحس بأنك تزيد من رصيدك الانساني، وتزيد من قيمة ذاتك، وتتمنى لو تفعل المزيد، فلا شعور يضاهي هذا الشعور.
ماري
ضحكة الأطفال وفرحتهم هي قوت الحياة، وابتسامتهم هي الأمل، فكم ستكون فرحتنا أكبر حين نزرعها نحن على وجوههم.
سهر
فتيات صغار، عيونهم تتكلّم بكلام يفيض حزناً يخنق البهجة. لنطفئ الحزن ونشعل شمعة البهجة.
روزا
دار رعاية أبناء المساجين، جملة تحمل في طيّاتها معان حزينة، انعكست على عيون أبنائها، فأطفأت بريقها، وعلى عيون صباياها، فأخذت لهيب لهيب عشقها لهذه الحياة القاسية، التي لم تحمل لهنّ الا الاحساس بالنقص الشديد عن ما فقدنه منذ الصغر.
هذا ما أحسسناه عند الوهلة الأولى، لمّا خطت أقدامنا الى داخل الدار. نعم، انه المكان الذي أحسسنا فيه أننا في نعمة كبيرة، وكبيرة جدا لم نحسّ بها من قبل، وشعرنا أن مثل هؤلاء البراعم الخضراء الغضّة، والأزهار الجميلة المتفتّحة، يجب أن نبقى على اتصال معها، كي نخفّف من شدّة احساسهم بالألم والحرمان.
راما اليوسف- عائشة الخوجة- سارة الخوجة
أدعوكم أ ن تتعلموا الابتسامة ممن صنعوا الابتسامة
هي الابتسامة لست أدري هل لها بداية او نهاية ... ربما لم تكن ابتسامة كتلك التي اعتدنا رسمها على شفاهنا كلما داعبتنا الحياة بعشق همساتها ...
ولا هي رمز فرحة كتلك التي نحسها عندما تغرد الأطيار على شبابيك أرواحنا ..
قد شعرت بهذه الابتسامة كعقد ياسمين يعانق طيفي الهارب من صدى الحقيقة المرّة .. شعرت بها عيدا ليس ككل الأعياد المباركة التي تبتدي بالتهاني وتنتهي كما تنتهي الأشياء.
ما عادت المعاني تسعفني في التعبير عن تلك الابتسامة .. كل ابتسامة كانت تحمل من المعاني ما يجعلك قاصرا حتى عن فهم ذاتك أمام جبروت هذه الشفاه والعيون الباسمة .
لم تذرف تلك الفتاة دموعا عندما طلبنا منها أن تلعب معنا فأجابت بابتسامة :" حياتنا كلها أضحت لعبا ..قد مللنا الألعاب" كانت تبتسم حين قالت هذه الكلمات ..
أما أنا فوقفت بعد كلماتها بصمت لحظات بل دقائق ..
لم امتلك القوة لأبتسم كما فعلت هي .. ولأني لا أملك هذه القوة فالأجدر بي أن أبكي لأنني لست أهلا لأذرف دموعا ربما آلمت وجرحت تلك الحروف المقدسة التي نطقت بها أو شوهت ابتسامتها الناطقة .
حاولت كثيرا أن أقلّد ابتساماتهم أو أن أحظى بقليل من بريق ضحكاتهم لكنني فشلت .. ربما فشلت في ذلك لأنني اعتقدت بادئ الأمر أن مهمتي هي اكتشافهم .. إمدادهم بالقوة التي يفتقدونها نظرا لظروفهم المرّة .. ظننت أنني معهم كي أعلّمهم أن الحياة قاسية لكن من الممكن تخطي صعابها وكسر قيودها ... هذا ما اعتقدته لكن الحقيقة ما كانت كذلك .. بعيدا إلى حيث يكون الإنسان إنسانا يحيا بكرامة، لا مجرد حروف تقال وتمحى عندما يزاد لها ذلك ... كنت معهم لأستمد منهم الحب والقوة والإرادة ... لأتعلم منهم أن الحياة جميلة ومن الممكن أن تكون أجمل إذا أردنا لها ذلك .. الآن فقط أستطيع النظر في المرآة واستطيع أن أعبر عن كل حالاتي بابتسامات ناطقة تعلمتها من هؤلاء الصغار الكبار ..
نور الهدى
|