يوم السبت 8 أيلول ( سبتمبر 2012)، أقيم في كنيسة دير الراهبات الفرنسيسكانيات مرسلات مريم في حلب ( سوريا)، قدّاس احتفالي، ترأسه سيادة المطران يوسف انيس ابي عاد، راعي أبرشية حلب المارونية، بمناسبة إعلان الأخت غراسيا عبد المسيح نذورها الدائمة في الرهبنة.
( أطلب الصور )
وهذا نص كلمة الشكر التي القتها الأخت غراسيا في نهاية القدّاس:
صاحب السيادة راعي هذا الاحتفال سيدنا المطران يوسف أنيس أبي عاد راعي أبرشية حلب المارونية السامي الوقار‘ صاحب السيادة المطران انطوان أودو السامي الاحترام، أبائي الأفاضل، الأخت ناريل سكيرز الرئيسة الاقليمية للشرق الأوسط الفاضلة، أخواتي الراهبات، أخواتي الراهبات الفرنسيسكانيات مرسلات مريم، أهلي الأحباء، اخوتي وأخواتي أعضاء جسد المسيح السرّي المقدّسين بدم الحمل المباركين لمجد اسمه الأعظم.
ليس من قبل الصدفة أن يكون يوم إعلان نذوري الدائمة هو ذكرى الاحتفال بعيد ميلاد الفائقة القداسة أمي مريم العذراء. فمريم حاضرة في حياتي كلّها منذ الصغر. فقد ولدت في 4 أيار- مايو، وفي مثل هذا اليوم بدأت الابتداء وحياتنا الروحية نستمدّها من موقف مريم الأساسي من سرّ الخلاص عندما قبلت أن تكون أما للإله المتجسّد.
"أنا أمة الرب فليكن لي بحسب قولك". ( لوقا 1 ، 38)، جواب مريم على مبادرة الخلاص للبشرية هو شعاري الرهباني الذي اخترته لأعيشه وأجسّده في سيرة حياتي الرهبانية، ضمن عائلتي الفرنسيسكانيات مرسلات مريم؛ المستمدّ من موقف العذراء الأساسي "التي قدّمت كيانها كلّه بطواعية محبّة تامة، في الايمان والخدمة المتواضعة، حتى يتمّم الروح القدس فيها عمل الله الآب." ( من فرائض الرهبنة 2).
وهذا الالتزام لمريم العذراء دعاها تنشد أمام اليصابات " تعظّم الربّ نفسي وتبتهج روحي بالله مخلّصي، لأنه نظر الى أمته الوضيعة" ( لوقا 1، 46-48).
لك يا ربّ كلّ المجد والتسبيح على عظائمك في حياتي وعلى حضورك الدائم، الذي سيساعدني في عيش شعاري هذا " أنا أمة الربّ فليكن لي بحسب قولك"؛ وأطبقه في حياتي الرهبانية بطواعية كاملة لمشيئتك على مثال العذراء أمي.
اشكرك يا ربّ لأنك بفيض حبّك أوجدتني وافتديتني ودعوتني لأكون بكلّيتي لك. أشكرك يا ربّ لأنك أوجدتني في عائلة تحبّك، ومن خلالها تعرّفت عليك واحببتك؛ والتزمت في كنيستك التي من خلالها سمعت صوتك ودعوتني للعمل في حقل التعليم المسيحي والالتزام في أخويات أذكر منها: اخوية قلب يسوع الأقدس، سيدة مومباي، رسالة صلاة، أخوية التجدّد بالروحالقدس، وأخيرا الفريق الرسولي الماروني.
وأريد أن اشكر من خدمني ورعاني في مسيرة حياتي الرضية منذ الصغر حتى هذه اللحظة؛ ابدا اولا بالبيت الوالدي:
امي الحبيبة جورجيت التي منذ الصغر كانت القدوة والمثل لين والتي يعود الفضل الكبيرلها في دعوتي وتكريسي للربّز لقد ضحّت وتحمّلت من أجلي الكثير، وصلاتك هي التي قوّتني في مسيرتي الرهبانية، فمنك تعلّمت حبّ الخدمة والصبر والعمل بصمت وتفاني، وهي التي حملت عبء المسؤوليو الأسرية قبل وبعد وفاة والدي الحبيب، الذي أذكره اليوم في هذا القدّاس ويشاركنا من السماء.
ويا ابي المصغي اليّ، كنت أتمنى أن تكون حاضرا معي في هذا الوقت، ولكن لديّ كلّ الثقة بأنك حاضر ولو بشكل آخر، وتصلّي معي ولأجلي فمنك تعلّمت السخاء والمجانية والانفتاح علىالآخروحبّ العطاء...
ولا أنسى أخواتي كارولين وسيلفانا وعائلاتهنّ؛ اشكر دعمكنّ لي بالصلاة وبكلّ شيء؛ فقد حملتنّ دعوتي الرهبانية في حياتكنّ.
أشكر عائلتي الكبيرة من جدّي وجدّتي اللذان يشاركاني ويشهدان على نذوري الدائمة أمام الله والكنيسة‘ وهما البركة لي والمدد.
أشكر عائلتي الروحية التي نلت فيها أسرار الاستنارة والتنشئة الروحية ونمت فيها نفسي بما فاضت من ليتورجيا طقسية، وصلوات وترانيم حيّة، شاهدة لعمق سرّ المسيح، أبرشية حلب المارونية في شخص راعيها سيادة المطران يوسف أنيس أبي عاد؛ الذي كان ولا زال الأب والمرشد الروحي الذي رافق مسيرتي الروحية والرهبانية منذ بدايتها، وله الفضل الكبيرن في نمو دعوتي، من خلال صلاته وتشجيعه لي، وأيضا ارشاده وخبرته الرسولية، وحبّه وتقديره للرهبنة وروحانيتها. وأشكره خاصة لتراسه هذا الاختفال. كما أشكر الأب انطوان فريج الذي قدّم لي الكثير من وقته في كافة التحضيرات الليتورجية. شكر خاص للأب الياس عدس، فمن خلال التزامي في الفريق الرسولي، والعمل معه في الحقل الرعوي في كنيسة السيدة المارونية ( الحميدية)، تأثرت بشهادة حياته من حبّ وتفان للكنيسة والعطاء بسخاء ومجانيّة، والسهر على الرعية، فكان له التأثير في دعوتي الرهبانية. وكما كان شاهدا لبداية دعوتي كذلك الآن هو حاضر وشاهد على تكريسي الكلّي للربّ. اشكره على تعبه في تحضير هذا الاحتفال.
أشكر رهبنتي الغالية باسم الأم العامّة سوزان فيليبس التي احتضنتني وساعدتني من خلال التكوين على كافة الأصعدة، لأصل الحقل لهذا اليوم وبكلّ فرح وحريّة أعلن التزامي ونذوري الدائمة. وأقول مع أمي ماري دو لا باسيون : " السعادة الحقيقية هي أن تحِبَ وأن تُحَب".
نعم وجدتها في رهبنتي. فأحببت أخواتي اللواتي منحني اياهنّ الربّ كهدية، وهنّ بدورهنّ أحبوني، وحضورهنّ اليوم معي أكبر تعبير عن محبّتهنّ لي.
أشكر الأخت ناريل سكيرز الرئيسة الإقليمية للشرق الأوسط التي رافقتني في مسيرتي ودعمتني بصلواتها وتوجيهاتها الحكيمة وبمحبتها الأخوية. أشكر كلّ أخواتي اللواتي كان لهنّ الفضل الكبير في مرحلة التكوين. أشكر أخواتي الراهبات في هذا الدير العزيز عليّ؛ وكلّ أخواتي اللواتي تحملن عبء السفر وخطورته وجئن من قريب ومن بعيد ( روما، مصر، الأردن، لبنان، سورية ...) لمشاركتي فرحتي وللشهادة على عهدي مع الربّ، وكلّ أخواتي اللواتي تعبن في تحضير هذا الاحتفال.
لدي شكر خاص للأخت سلوى سماحة، أول وجه تعرفت عليه من الراهبات الفرنسيسكانيات مرسلات مريم. فمن خلال التزامها معنا في كنيسة السيدة ( الحميدية)، تأثرت بحضورها المتواضع والوديع والمحبّ، وروح البساطة والانفتاح والفرح الفرنسيسكاني. رافقتني بصلاتها وتشجيعها لي في تخطّي الصعوبات.
كما أشكر أصدقائي في لبنان من كهنة واكليركيين وراهبات وعلمانيين. أشكر معهد القدّيس بولس في حريصا ( لبنان) والقائمين عليه من آباء وأساتذة وعاملين، فمنه تدرجت في علومي الفلسفية واللاهوتية وكان المعهد منارة لي؛ وأخص بالذكر مدير المعهد الأب جورج خوّام البولسي.
كما لن أنسى أن أشكر بلدي الحبيب سورية ومدينتي حلب الشهباء، التي نلت في مدارسها أبجديات العلم والمعرفة، وشربت من مائها وتنشّقت هوائها، وهي اليوم تنزف دما وألما. أسأل الله أن يبسط سلام ابنه المسيح وحنان امّنا مريم لتغدو كما يريد لها في الحبّ والسلام بين جميع أبنائها وطوائفها.
أشكر جميع الذين ساهموا في تحضير واحياء هذا الاحتفال من جوقة الكورال، وكلّ العاملين في هذا الدير.
وانتم ايها الأحباء الذين شاركوني فرحتي في ابراز نذوري وكلّ الراهبات والأهل والأصدقاء...وكلّ من لم أذكره. أنتم الجنود المجهولون؛ يمرّ في ذاكرتي الآن أشخاص عديدون أثق في محبّتهم لي، والأهم اني أعرف كم صلّوا لأجلي. وأعتذر لكلّ شخص أسات اليه عن قصد أو غير قصد، واسامح كلّ من أساء اليّ.
ختاما الشكر الأول والأخير أرفعه الى الله الذي دعاني من غير استحقاق ورغم ضعفي وعيوبي لأكون شاهدة له ومرسلة في هذا العالم لإعلان بشرى الخلاص للجميع. وأعاهده أمامكم ان ابقى أمينةلمحبته ورسالته التي أوكلها اليّ، معتمدة على صلاتكم وعلى أمانته وحبّه لي، واضعة نفسي تحت رعاية أمّنا مريم العذراء التي نحتفل بعيد ميلادها اليوم، لتقودني الى ابنها وتجعلني على مثالها أحمله لكلّ شخص ألتقي بهع وبشفاعة أبي القدّيس فرنسيس الأسيزي، والطوباوية ماري دو لا باسيون، ان أبقى أمينة لدعوتك ولمشيئتك طوال ايام حياتي، فأجدّد عهدي معك : " أنا أمة الربّ فليكن لي بحسب قولك ". آمين.
الأخت غراسيا عبد المسيح ف.م.م
في نهاية القدّاس، قرأت الأخت ناريل، الرئيسة الإقليمية للشرق الأوسط رسالة الأخت سوزان فيليبس، الرئيسة العامة للرهبنة، والتي فيها تهنئ غراسيا على نذورها وتعلن إرسالها الى إقليم الشرق الأوسط.
غراسيا ستكون عضوة في جماعة الحسكة في سوريا. فألف مبروك وأهلا وسهلا .
|