في عيونهم نظرة الأمل وفي قلوبهم روح الإيمان وفي أجسادهم إعاقة.
تسنيم طالبة انكليزي
النقاء- الألم – الحزن – الفرح.. كلمات عديدة اختزلتها وجوه بريئة وأجساد شاءت إرادة القادر أن تسلبها نعمة من نعمها ,هذه النعم التي طالما تنعمنا بها دون أن ندرك أو نعي كيف أن ربنا عز وجل منّ علينا وفضلنا على غيرنا من عباده وجملنا بهذه النعم .
سنوات عديدة انقضت من عمري دون أن يخطر لي أنني عندما أتكلم بان النطق نعمة واني حين انظر إلى أي شيء بان البصر من أجمل النعم وأنني حين امشي فهي نعمة عظيمة وأنني عندما أفكر فان أجمل ما أبدع الله هو العقل وزيننا به وان تناسق جسدي وتوازنه هو نعمة عظيمة .
عالم آخر هو ذلك العالم الذي رأيته بمجرد أن اجتزت هذا الباب الذي يفصلنا عن أناس أطلقنا عليهم اسم المعاقين ولكنهم في نهاية الحال أناس مثلنا, فرق واحد بيننا وبينهم هو أن الله أعطانا الكثير الكثير دون أن يكون لنا أي يد في ذلك,وحرمهم الكثير أيضا, وأيضا دون أن يكون لهم أي يد في ذلك ,ولهذا اشعر إننا يا معشر الأصحاء ينتظرنا واجب كبير واجب لطالما تناسيناه وتقاعسنا عن أدائه ألا وهو مساعدة أولئك المعاقين ,فكل ما نحن فيه من صحة وسلامة وعلم وعمل ونجاح هو عطاء من الله , ولعل أروع آيات الشكر تتجلى في مد يد العون إلى الغير الذي يحتاجها, هذا العون الذي قد يتمثل بابتسامة رقيقة وسبحان من جعل الابتسامة في ديننا عبادة أو معونة هي بأعظم حالتها اقل بكثير مما أعطانا الله وحرموا هم منه .
فكر معي أيها الإنسان وتخيل أن مساعدة مني أومنا نحن معاً من الممكن أن تفتح أبواب السعادة والأمل للكثير منهم .
فلماذا لا أحاول, وتحاول... ونحاول جميعاً معاً, أن نشعل قناديل نور في طريق إخواننا المعاقين.
أن نضيء في دروبهم شموع ضوء يستنيرون بها في طرقاتهم المظلمة ,
أن نعطيهم الحب والتعاون ونستمد منهم الأمل والرغبة في الحياة .
راوية حج قاسم طالبة هندسة عمارة |