" بيت الأطفال الفرنسيسكاني" في مدينة بيت لحم، هو انجاز جديد من انجازات الرهبنة الفرنسيسكانية في الأراضي المقدّسة، افتتح في شهر تشرين الأول / اكتوبر 2007
منذ الانتفاضة الثانية، ومنطقة بيت لحم تعاني من تدهور كبير في الظروف المعيشية للناس وما يتبعها من آفات كالبطالة والإدمان على الكحول والمخدرات والعنف والتفكك الأسري. لذلك كانت فكرة هذا البيت الذي يستقبل حاليا 26 طفلا بين خارجي وداخلي، من عائلات مسيحية تعاني من بعض هذه الظروف.
تمّ تجهيز هذا البيت من قبل الرهبنة الفرنسيسكانية في الطابق الأرضي لدير الراهبات الفرنسيكانيات مرسلات مريم، الذي كان معدّا لاستقبال الحجّاج الذين أصبحوا عملة نادرة بسبب الظروف الأمنية.
تقول الأخت ماري- بول مسؤولة الدير: " كنّا نفكّر في مشاريع متعدّدة لاستغلال المكان عندما اقترح علينا الأب أمجد الفرنسيسكاني هذا المشروع، فوافقنا، لأنه يتناسب مع الاحتياجات الملحّة للمنطقة في الظروف الصعبة التي تعيشها، و يكمّل عمل مركز العائلة القائم أيضا في نفس الدير مع الأخت ماريا والذي يتابع الكثير من العائلات، ومنها بعض عائلات الأطفال الموجودين في المركز، لمساعدتهم على مختلف الأصعدة ".
( مركز العائلة)
يستقبل هذا البيت صبيانا من عمر ستة إلى ثلاثة عشرة عاما. اثنا عشرة منهم يبيتون فيه أما الباقون فيعودون في المساء إلى عائلاتهم.
يذهب هؤلاء الأولاد إلى مدرسة " التيرا سانتا، التابعة للآباء الفرنسيسكان والقريبة من الدير
ويعودون بعد المدرسة، أي حوالي الساعة الواحدة والنصف ظهرا، إلى البيت، فيجدون وجبة الغذاء جاهزة. بعد الغذاء، وبرفقة فريق مؤلف من : مربين ومدرّسين ومرشدة اجتماعية والأخت ماري، من رهبنة الفرنسيسكانيات مرسلات مريم، يقوم الطلبة بكتابة وظائفهم وحفظ دروسهم وبعد أن ينتهوا يخرجوا إلى الباحة للعب أو إلى الغرفة المجهّزة بالألعاب التربوية والمسلّية إذا كان الطقس ماطرا.
عند حوالي الساعة الخامسة والنصف، يعود بعض الطلبة إلى منازلهم، أما الباقون فيخلدون إلى النوم عند الساعة الثامنة. هناك غرف فردية للكبار منهم، وغرف بسريرين أو ثلاثة تضمّ الأخوة.
يشترك الأطفال مع الراهبات في الدير بالذبيحة الإلهية كلّ يوم جمعة، وفي الرعية يوم الأحد.
بعد مضي ثلاثة أشهر على افتتاح البيت يخبرنا الأب مروان الفرنسيسكاني، مسؤول المركز عن تجربته:" هناك بعض الأطفال الذين يظهرون بعض العدائية والعنف خلال اللعب وهذا أمر طبيعي، حيث أنهم عاشوا هذه الأجواء المشحونة وتشرّبوها منذ الطفولة في عائلاتهم. ولكن هناك تحسّن ملحوظ. في البداية، كنت أغضب وأصرخ على الأولاد، عندما كانوا يتقاتلون، ولكنّي فهمت بأن هذه الطريقة لا تأتي بأي نتيجة. أما الآن، فأعلم بأنني يجب أن أكون حازما لأفرّق المتقاتلين، بعدها أنتظر قليلا ليعود الهدوء، ثمّ اجتمع معهم لكي نصل من خلال الحوار إلى المصالحة والسلام.
كما أنّ هناك بعض الأطفال الذين تحسّن مستواهم الدراسي، وسلوكهم، فأصبحوا أكثر انفتاحا على الآخرين، بسبب المتابعة والأجواء الهادئة والطبيعية التي يعيشون فيها في هذا البيت ".
وبمناسبة عيد الميلاد، زارهم حارس الأراضي المقدّسة، الأب بيارباتيستا بيزابالا، الذي احتفل معهم بالذبيحة الإلهية ووزّع عليهم الهدايا. كما قاموا بدورهم بإهدائه لوحة قاموا برسمها ووضعوا عليها صورهم.
مرّ العيد ... وكذلك بابا نويل... ولكن محبّة الربّ لهؤلاء الأطفال من خلال كلّ من يساعدهم ويهتمّ بهم باقية دائما... ولا تمرّ. |