36859 امرأة حبشيـّة، تركن بلدهن، ليعملن في لبنان كخادمات في المنازل. إنها الطريقة الوحيدة المتاحة أمامهن لإبعاد شبح الجوع والفقر عن عائلاتهن، وللسماح لأولادهن بالذهاب إلى المدرسة بدل العمل.
يقول "ياو أغبتسي"، من جمعيـّة "فرنسيسكان إنترناسيونال"(*):"علينا أن نحفظ في ذاكرتنا، أن خادمة منزليـّة واحدة، تطعم ، أقلـّه، عشرة أفواه!"
ولو أن عدد من مُسـتخدِمي هؤلاء النساء يحترم حقوقهن ويستقبلنهن بمحبة، إلا أن في كثير من الأحيان، تعاني هؤلاء النساء الظلم والاستغلال الجنسي والاقتصادي من قبل مستخدميهن، أو غيرهم... الأب سليم رزقالله الكبوشي، المعروف بقلبه الكبير وعطفه على كل منبوذ ومظلوم عمل الكثير من أجلهن، وعمل خاصة ليأتي إلى لبنان كهنة من الكنيسة الحبشيـّة لرعاية هؤلاء الناس، خاصة أن في أغلب الأحيان لا أحد يدافع عنهن.
أما أنا، فقررت، بالتمييز مع جماعتي في عين الدلب صيدا، الالتزام معهن ومع العمال الأجانب من جنسيـّات مختلفة، كي أساهم بالتخفيف من بؤسهن.
يسوع، هو السبب الأول لإلتزامي معهن، حين يقول لنا في الإنجيل: " كنت غريبـًا، فآويتموني" (متى 25 / 35). وما قالته الكنيسة على لسان الباباوات بيوس الثاني عشر وبولس السادس وغيرهم: "إن مبدء كل الشعوب هو الله، وكلهم مخلـَصون بدم المسيح..."؛ "الهجرة من البلد الأم، هي طريق للتحرر وللأخوّة الشاملة" و"كلنا مسؤولون عن ضيافة المهاجرين واستقبالهم"
راهباتنا في بيروت، في شارع بدارو، قدَّمن كنيستهن الكبيرة للكنيسة الحبشية لتحتفل بالقداس كل أحد. خلال أحدَين من الشهر أكون هناك، حاضرة لهن.
وكل سبت، وبطريقة منتظمة، أزور المسجونات بينهن في سجن العدليـّة في بيروت، لأكون قريبة منهن ولأعطيهن المجال بالتكلم عن ما يعشنه.
ومؤخرًا، وبمساعدة أخواتي وتعاون كهنة الرعايا في أبرشية صيدا، أقمت لهن لقاء مع كهنتهن بمناسبة الصوم، في مزار العذراء في مغدوشة. وكان لقاءً ناجحًا لحوالي 140 امرأة حبشيّة، توافدن من المناطق المجاورة: ابتسمات الفرح نوّرت وجوههن!
ونحن، إذ تشجعنا من نتيجة هذا اللقاء، نرغب بتكملة لقاءات كهذه في منطقتنا ليس فقط للنساء الحبشيـّات بل أيضـًا للنساء الخادمات في المنازل من الجنسيات الأخرى.
الأخت ليلي جورج ف.م.م
(*) "فرنسيسكان إنترناسيونال"، جمعية عاملة ضمن الأمم المتحدة من أجل العدالة والسلام، بحسب الروحانية الفرنسيسيّة. |