عندما تتمشى ليلا في مدينة ألأقصر يخيّل إليك انك تعيش في القرون الفرعونية الغابرة وخاصة عندما تمر من أمام المعبد بإضاءته الخفيفة حيث تطغى عليه رونق من الرومانسية وعندما تزور معبد الكرنك تشعر بأنك ستلتقي برمسيس أم حتشبسوت أم كليوباترة أم توت عنخ آمون وهم يتمشون على ضفاف النيل.
انه شعور ممزوج بالحنين إلى القديم والانطلاقة إلى المستقبل تستطيع أن تعيش هذا الشعور فقط في الأقصر. فتعال لزيارة هذه المدينة الفرعونية.
لقد قرر مجلس المدينة ترميم الأقصر وتزيينها بحلتها الفرعونية الأصيلة بإعادة بنائها كما كانت في أيام الفراعنة: بفتح طريق الكباش , فالزائر يستطيع المشي من معبد الأقصر حتى معبد الكرنك دون اجتياز المدينة, تماما كما كان الملك رمسيس يذهب بموكب ضخم إلى الكرنك لتقديم الذبائح للآلهة.
والذي أضاف جمالا على جمالها هو المهرجان الذي أقامته الأمانة العامة للمدارس الكاثولكية لجنوب الصعيد برئاسة الأب ميلاد رزق الفرنسيسكاني تحت عنوان:
من حقنا نحلم ببكرة
تحت رعاية رئيس مجلس المدينة الدكتور سمير فرج بحضور الأنبا يؤانس زكريا مطران أبرشية طيبة ( الأقصر ) وسائر فعاليات المنطقة.
المهرجان كان عبارة عن تجمع أطفال المدارس الابتدائية الكاثولكية من جنوب الصعيد من نجع حمادة حتى أسوان . كل مجموعة كانت تتباهى بزيّها الفرعوني الرائع وهم حاملين بأيديهم رموز فرعونية ويرقصون على نغمات أغاني للسلام.
ابتدأ الموكب من معبد الأقصر بأغاني ورقصات وزغاريد يتوسطهم سيارة مع مكبر صوت والجمهور يواكب الأطفال بالتصفيق والابتهاج , إلى أن وصلوا إلى قاعة المؤتمرات وهناك على المسرح قدّم الأطفال أحلامهم من أشعار وتمثيليات ورقصات كلها تعبر عن السلام مقتبسة من التراث الفرعوني , ثم شكر الأب ميلاد رئيس مجلس المدينة وقدم له هدية رمزية وكذلك الأنبا يؤانس قال كلمة شكر بهذه المناسبة. ثم عدنا إلى الدير ونحن نقول حقا أن الأقصر مدينة التعايش والسلام ولا عجب أن نرى المصريين فخورين بتراثهم وتاريخهم .
الأخت الفيرا الهيبي ف.م.م.
|