كثير من العراقيين المسيحيين اضطروا لترك كل شيء ليرحلوا فقراء إلا من إيمانهم إلى بلد مجاور يأويهم شر أخيهم الإنسان... عدد كبير إستطاع حتى الآن متابعة هجرته إلى بلد أجنبي ليستمرّ في حياته وحياة من بقي له في أرض الوطن لتعذّر البقاء في الأردن. إننا، في هذه الأجواء الإنسانية المأسوية، نخدم.
منهجية رسالتنا
بالتعاون مع البعثة البابوية في الأردن ومع لجنة متابعة من العراقيين، نلتقي كراهبات فرنسيسكانيات مرسلات مريم بعضاً من العائلات التي لا تزال تنتظر في الرجاء، كإبراهيم في انتظار وريث له، إتمام معاملات سفرها.
مقوّمات هذه الرسالة
تقوم الخدمة التي نقدّمها على :
1. مساعدة عينية تقدّم لحوالي 200 عائلة كل شهر ونصف الشهر تقريباً. يعاوننا في المسح والمتابعة الميدانية للعائلات التي تسافر أو تلك التي تصل، لجنة من السيدات والرجال العراقيين.
2. مساعدة العائلات التي تصل ولا تملك شيئاً على إيجاد منزل يأويهم وتجهيزه بما يلزم من الأدوات الأساسية للعيش (أسرة، براد، غسالة، حرامات...).
3. مساعدة بعض الأولاد على متابعة دروسهم في مدارس خاصة بدفع ما يتوجّب عليهم من أقساط.
4. تأهيل على مدار السنة للجنة المخيّمات في سبيل إقامة مخيم ديني تربوي في فصل الصيف لحوالي 200 ولد عراقي.
5. لقاء ديني كل يوم ثلاثاء في منزلنا في جبل الحسين، مع العائلات التي تقطن في الجوار. يتوزّع أفرادها إلى مجموعات وفقاَ لأعمارهم للمشاركة في كلمة الله، الكلمة الواعدة بالحياة مهما تأخرت في نظرنا البشري. ولقد تمّ مؤخراً إنشاء جوقة من السيّدات والشابات بإدارة شابة عراقية لإحياء اللقاءات والاحتفالات الدينية بالتراتيل والصلوات وفق تراثهم وطقسهم الكلداني.
ولقاء آخر كل يوم جمعة في مدرسة البطريركية اللاتينية في منطقة الأشرفية للعائلات التي تسكن تلك المنطقة.
6. تقوية المستوى العلمي للبعض من الأطفال والشبان العراقيين الذين لم يتسنَّ لهم الالتحاق بالمدارس الأردنية التي فتحت لهم أبوابها هذه السنة ولمن لم يعد بوسعه متابعة دراسته على مقاعد المدرسة العادية. تتمّ دروس التقوية هذه في منزلنا من الاثنين إلى الخميس في مواد اللغة الإنكليزية، اللغة العربية، الرياضيات والعلوم.
يداوم على هذه الدروس حوالي الثلاثون طالباً (عددهم يقل ويزيد حسب سفرهم أو قدوم آخرين) تتراوح أعمارهم بين 5 سنوات و 22 سنة، يقسمون إلى 4 مستويات : الروضة – الثاني – السابع وفئة محو الأمية.
آخر النشاطات
- أقمنا، بمناسبة عيد الميلاد، في منزلنا كما في الأشرفية، لقاءً روحياً من وحي المناسبة وزّعت في نهايته الهدايا على الجميع، كباراً وصغاراً، فكان الفرح بالله وبالمحبة الأخوية علامة بارزة في هذين اللقاءين.
- حفلة ترفيهية لأطفال دروس التقوية بمناسبة عيد الميلاد أحيتها مجموعة أطفال التعليم المسيحي من جنسيات مختلفة والتي تهتم بها راهبة فرنسية من راهباتنا (الأخت آن ماري). استقبلهم الأطفال العراقيون بصالة مزّينة وبطاقات معايدة صنعوها بأيديهم تبادلوها معهم كما وتشاركوا حلويات العيد ووزّع عليهم بابا نويل الهدايا في نهاية اللقاء.
ولقد أصرّ العراقيون على الاحتفال والفرح في هذا اليوم رغم أن الشرطة أمسكت عند الظهر 3 شبان اثنين منهم من المداومين على الدروس والثالث أخاً لآخر. وقد قالت لي طفلة عراقية بعفوية مؤثرة " أشعر وكأن قلبي سيتوقف من الفرح ".
فالمجد لله الذي يعطيهم فرحه، ذاك الفرح الذي لا يمكن لأي شيء أو لأي إنسان أن يسلبه منهم...
إن العراقيين فيما يعانون لمدرسة في الإيمان إذ لا شيء يمنعهم عن السعي إلى الله في حياتهم، في أماكن الحج، في أوقات الصلاة والمشاركة الليتورجية في حياة الكنيسة المحلّية... هم يتألمون كثيراً ولكن الآمهم مدموغة برجاء صلب بالله الأمين القادر على كل شيء، الذي يحبّهم ويسيّر حياتهم بحكمته.
هنيئا لمن ينعم بإيمان لا يتزعزع! أطلب الصور
عن الراهبات الفرنسيسكانيات مرسلات مريم – عمان
الأخت نوال باخوس
|