منذ فترة وأنا أشعر بأنني مشدودة إلى العمل الاجتماعي. لم أعمل في هذا الحقل من قبل، لذلك عليّ أن أتعلّم كلّ شيء.
عندما وصلت إلى الحسكة لأعيش الخبرة الرسولية المطلوبة في هذه المرحلة من تكويني، سنحت لي الفرصة أن أساعد في جمعية كاريتاس. وأشكر الله على كلّ ما أعيشه في هذه الخبرة.
إن جمعية كاريتاس أبصرت النور في الحسكة في آذار ( مارس ) 2003 أثناء اجتياح العراق وذلك لاستقبال كلّ اللاجئين الآتين من مختلف المناطق العراقية هربا من الحرب.
وتتألف المجموعة العاملة اليوم من أربعة أعضاء يعملون يداً بيد وبروح الوحدة والتفاني ورغبتهم أن يبحثوا عن العائلات العراقية والسورية ليخففوا عنها معاناتها، وأن يحاولوا إيجاد الموارد والمساعدات من أجل مساعدة أكبر عدد من المحتاجين.
وجمعية كاريتاس تؤمّن بالدرجة الأولى المساعدات الطبية، ولكنها وبمساعدة كاريتاس- النمسا بدأت هذه السنة عدّة مشاريع لتأمين مازوت للتدفئة، ودفايات، وبطانيات ولوازم مدرسية وثياب دافئة للأطفال، كما قدّمت بعض المساعدات المادية وخاصة بمناسبة الأعياد فساهمت في إدخال بعض البهجة في حياة هذه العائلات.
في بداية عملي في الجمعية، كنت أشعر ببعض الضياع أمام كلّ هذه المشاريع، وأمام السيل المتدفّق من الناس الذين يأتون يومياً إلى المكتب طلبا للمساعدة، كذلك زيارات البيوت والعائلات وكتابة التقارير وإنشاء الملفات. ولكن ما ساعدني هو استقبال أعضاء الفريق لي، ومساعدتهم لي لاكتشاف آليات العمل ودوري في الفريق. وشيئاً فشيئاً تعوّدت على هذا العمل وبدأت أشعر بالفرح في ممارسته.
إن عملي هو أن أستقبل اللاجئين العراقيين، وأدرس أوضاعهم واحتياجاتهم. كما أنّ هناك برنامج الزيارات للعائلات المسجّلة في الجمعية. ولكني يوماٍ بعد يوم أكتشف بأنّ المهم ليس العمل الذي أقوم به، بل الحضور لكلّ هؤلاء المتألمين، من خلال الإصغاء الفعلي لهم والتضامن مع ما يعيشونه.
أشعر بالألم أمام كلّ المآسي التي يعيشها هؤلاء الناس ولكنّي في الوقت نفسه أشعر بالدهشة أمام قوّة إيمانهم، التي تجعلهم واثقين من حضور الله في حياتهم بالرغم من كلّ الصعوبات.
إن هذه الخبرة أغنتني كثيرا وأنا أشكر الله لأنه أعطاني الفرصة لأعيشها فأتعلّم الكثير من هؤلاء الأشخاص الذين ألتقي بهم يومياً.
الأخت مونيك ف.م.م
|