أبدت المسؤولات عن جماعة " اغصان الكرمة " في مدرستنا - جيرار- عن رغبتهن في المشاركة في معسكر رسولي في قرى الصعيد الاكثر احتياجا. وكنت سمعت من احد الأباء في المنيا ان هناك اشخاصا يعيشون في الغيطان مشغولون في الزرع واعمال الارض ولا يعرفون شيئا عن ايمانهم المسيحي. وكنت احس برغبة كبيرة للذهاب اليهم. نحن مرسلات الى العالم اجمع خاصة من هم بعيدون عن الكنيسة. ولكنّ الظروف شاءت أن اتصل بكاهن آخر من سوهاج، مع العلم انني لا اعرف المنطقة ولا احد فيها، وسألته إن كان موجوداً في بلده في إجازة نصف السنة، وعندما سألني عن السبب وعرف انني بصدد التخطيط لاقامة معسكر رسولي في الصعيد وسيكون معي خريجات مدرستنا المسؤولات عن نشاط اغصان الكرمة، رحب بنا بحفاوة قائلا انه ليس من المهم ان يكون هو موجود هناك ولكنه سيتدبر الامر اذ هناك قرى بحاجة ماسة لسماع كلمة الله، ووعدني بالاتصال بالمطران والكاهن المسؤول. وكما قال الله لإبراهيم امض إلى الأرض التي اريك بدون ان يعرف الى اين يذهب.
رحب المطران بنا بكل طيبة خاطر وطلب ان نذهب الى قريتي النجيلة والهماص فاتصلت بالكاهن الموجود في القريتين فرحب بنا ايضا. وبدانا التحضيرات لإقامة هذا المعسكر لقريتي النجيلة وفيها ما يقارب ال120 ولد، والهماص وفيها حوالي 75 ولد. أما الموضوع فكان: "دعوة عشاء: بما لدينا نعد وليمة عظيمة، ونصير خبزا بعضنا لبعض".
كان علينا أن نحجز تذاكر السفر قبل اسبوعين من الموعد المحدد. ولكني واجهت صعوبة كبيرة في الحصول عليها فسلّمت الأمر للرّب وفي قلبي هذه الصلاة يا رب ان هذا المعسكر هو لك فان كنت تريد ستتدبر لنا الامر. وبقيت من الساعة السابعة صباحا حتى الساعة العاشرة ليلا على التلفون احاول الاتصال بمن يمكنه ان يجد لنا تذاكر. واخيرا بواسطة احد تلامذتنا القدامى الذي يحب المدرسة ويحب الرسالة في الصعيد وجد لنا تذاكر الاسكندرية القاهرة ثم القاهرة سوهاج. فشكراً لله .
انطلقنا يوم الجمعة 30 يناير/ك2 الساعة 7 مساء. وصلنا سوهاج في السابعة صباحا من يوم السبت 31 يناير/ك2 وكان الأب مرقص في استقبالنا فوضعنا كل اغراضنا في الاوتوبيس وذهبنا إلى المطرانية لتناول الفطور، ومن ثم انتقلنا الى قرية النجيلة وسط موكب كبير من الاطفال والاولاد والشباب. ودخلنا الشقة التي اعدت لنا وهي أساساً بيت الكاهن، وبما ان لا كاهن مقيم في هذه القرية فان الشقة وضعت تحت تصرفنا، وقد رصّت المراتب ( الفرش ) لتسعنا نحن السبع عشرة فتاة.
بعد أن ارتحنا بدأنا بزيارة العائلات للتعارف بعد ان انقسمنا إلى أربع مجموعات ، وقد لقينا ترحيبا حارا من كل الأهالي.
بعد أن عدنا، بدأنا بالتحضير لليوم التالي، يوم الاحد، الذي سيكون اول يوم في الرسالة بعد القداس.
في اليوم التالي توافد الناس من كل البيوت ليكونوا معنا. وبعد القداس بدانا النشاط بالتنشيط والترانيم ومسرحية شيقة نبدأ بها الموضوع، ومن ثم تفرق الاولاد مجموعات للمشاركة في الاسئلة حول موضوع: "الله يحبني وقد نقش اسمي على قلبه". بعد اللقاء الذي انتهى بالصلاة وزّعت الأدوات لعمل الأشغال اليدوية الجميلة. وكان الاولاد في قمة فرحتهم.
أما موضوع اليوم التالي فكان:" أن اكتشف مواهبي وعيوبي واعرف ان الله يحبني كما أنا".
كما عقدنا اجتماعات للشباب طرحنا فيها مشاكل وحلول. وجمعنا السيدات وتحدثنا عن سر الزواج وكيف تزوجن وكيف يعشن هذا السرّ.
في يوم الخميس بعد الظهر ذهبنا الى قرية الهماص بالتوكتوك وهو عبارة عن موتوسيكل مغلف ليصبح شبه سيارة. وهناك تفرقنا الى اربع مجموعات فزرنا البيوت وتقابلنا مع خدام مدارس الاحد.
وذهبنا أيضاً إلى مدينة طهطا حيث نظم المطران اجتماع لشبيبة الايبارشية، فالتقينا بهم وتعرفنا على طموحاتهم ونشاطاتهم، وزرنا الكنائس وقرية الخزندرية.
اختتمنا المعسكر يوم السبت بقداس على نية القرية وبعده اتى المطران لتحيتنا واشاد بمعسكرنا وشجع الاهالي على البقاء في القرية لبنائها لأن معظم شباب القرية مهاجرون. ثم وزعنا الهدايا على كل الاولاد. وودعناهم وركبنا القطار عائدات الى الاسكندرية. قبل أن نصل إلى محطة الجيزة بعشر دقائق انفجر زجاج شباك القطار وتطايرت الشظايا ولم تصب أي من الفتيات ولو بخدش بسيط والحمد لله، وهذا من رحمة الله وستره هو الذي اتى بنا الى هذا المعسكر، وهو الذي حفظنا سالمات. ووصلنا الى الاسكندرية في الثانية فجرا مسرورات نحلم بالعودة كما وعدنا الناس الذين التقينا بهم. ( أطلب الصور )
الأخت سهام خوري ف م م
|