مدينة سورية تبعد حوالي 150 كم عن مدينة حلب وتقع على ضفاف نهر الفرات. أنشأت هذه المدينة عام 1966 عندما اختير هذا المكان لإقامة سدّ على نهر الفرات. بنتها روسيا التي كانت تشرف على أعمال بناء السدّ، وبقيت ملكا لمؤسسة حوض الفرات حتى عام 2003. بعد ذلك باعت المؤسسة البيوت بأسعار رمزية إلى العمّال الذين كانوا يعملون في بناء السدّ، وكان عددهم عند بدء أعمال البناء حوالي 12000 عامل قدموا مع عائلاتهم من كلّ أنحاء البلاد للعمل في هذا المشروع الضخم. أما اليوم فلم يبقى إلا 2000 عاملا متخصصا لمراقبة سير المنشآت وصيانتها، وأيضا من أجل حماية الطيور المهاجرة في المنطقة وتشجير ضفاف نهر الفرات وتوزيع المياه في القنوات ولأعمال بيئية أخرى...
إن الحضور المسيحي كان كثيفا في هذه المنطقة، وخاصة العائلات المسيحية القادمة من حمص والتي وصل عددها إلى 800 عائلة مسيحية.
أما اليوم، فيبلغ عدد سكان مدينة الطبقة حوالي 400000 نسمة. وهناك ثلاث كنائس حاليا في المدينة. الأولى أنشأها المثلث الرحمات المطران ناوفيطس ادلبي، مطران الروم الكاثوليك في حلب، عام 1975 وبقيت الكنيسة الوحيدة في المدينة لفترة طويلة. بعد ذلك قام مجلس كنائس الشرق الأوسط بالمساهمة ببناء كنيسة أكبر على ضفاف البحيرة تحت اسم القديسين الشهيدين سرجيوس وباخوس، وهي تابعة لكنيسة الروم أرثوذكس. وأخيرا شيّدت كنيسة صغيرة آشورية يخدمها كاهن مقيم.
نجد اليوم في مدينة الطبقة حوالي 400 عائلة مسيحية من طوائف مختلفة يعيشون علاقات متينة وأسرية بعضهم مع بعض.
هناك أيضا مركز للتعليم المسيحي، في كنيسة الروم الكاثوليك، تحت إشراف الراهبات الفرنسيسكانيات مرسلات مريم، المقيمات في مدينة الرقة، واللواتي يحضرن أسبوعيا لمتابعة التعليم الذي يستقبل أطفال المرحلة الابتدائية والإعدادية أما المرحلة الثانوية والجامعية وكذلك أخويات العمّال والسيدات فهي تحت إشراف الأب سمعان نصري وزوجته وتقام في كنيسة الروم الأرثوذكس.
كما يقام خلال شهر تموز، نادي صيفي مشترك لكلّ الطوائف. أما في المناولة الاحتفالية، فيجتمع كهنة الطوائف المختلفة مع أولاد المناولة، ويحتفل الجميع معا بهذه المناسبة.
حاليا، تواجه منطقة الطبقة مشكلة نزوح العائلات المسيحية الذين يتركونها إلى أماكن أخرى، بحثا عن العمل ، أو رغبة في العودة إلى مناطقهم وقراهم الأصلية. ( أطلب الصور )
الأخت كاترين ف.م.م
|