قداس يوم المريض العالمي 19/4/2008 في رعية مار ضومط – برج حمود ( لبنان )
في كلّ سنة تقوم " لجنة المريض" بقدّاس احتفالي من أجل، ومع المرضى، في رعيتنا، رعية مار ضومط يشارك فيه عدد كبير من المرضى والمعاقين جسديا. هذا القدّاس هو احتفال بالحياة، حياة هؤلاء المرضى وحياة عائلاتهم وكلّ الذين يهتمّون بهم خلال العام. في القدّاس يقدّم بعض المرضى أو أفراد عائلاتهم شهادات حياة حول الخبرة التي يعيشونها مع الألم.
الأخت أوديل ف.م.م
نقدّم لكم بعض الشهادات التي وردت في قدّاس هذا العام:
نحن عائلة مؤلفة من خمسة أفراد: ثلاث صبيان وابنتان مع الوالد والوالدة.
تربينا على تعاليم الإنجيل وحفظ وصايا الربّ والعمل بحسبها، وعلى محبّة القريب ومحبّة الله.
كانت الوالدة إلى جانب الوالد من البداية تعمل بكدّ لتؤمن الأفضل لعائلتها. عام 1983، فقدت العائلة الأخ الأصغر على أثر حادث عمل وكان يبلغ التاسعة عشرة من العمر. هذا المصاب الأليم أثّر كثيرا علينا وخاصة على صحّة أمّي، كان بمثابة حربة أصابت قلبها. ولكنّ الرجاء الذي كان يملأ قلوبنا، والذي هو عطية من الربّ، ساعدنا لنكمل المشوار ولرسم الفرح على وجوهنا.
في العام 2003، تعرّضت أمّي لداء الفالج، فنقلناها إلى المستشفى حيث بقيت فترة طويلة للمعالجة.
وعند عودتها إلى البيت سألناها أين تحبّ أن تجلس؟ فاختارت غرفة الجلوس حتى تبقى على تواصل معنا ونحن معها.
إصابتها كانت فظيعة لأنّ الشلل أصابها كلّياً، ولكننا شكرنا الله لأنه تركها على قيد الحياة، كما ترك لها عينيها وأذنيها حتى ترانا وتسمعنا.
منذ اليوم الأول لإصابتها، وكلّ أفراد العائلة، يدٌ واحدة، كخلية نحل حولها، كلّ واحد يعمل بحسب ما قدّره الله.
مع أمّي، أصبح بيتنا كنيسة، ونحن المذبح والقربان الذي يقدّم كلّ يوم، فعل محبّة، للتخفيف من ألآمها ومعاناتها، أما هي فتحمل صليبها بفرح.
نحن نطلب من الربّ، كلّ يوم، أن يكون معنا ويعيننا، وكلّنا إيمان بأنّه قريب جداً، وهو يحملها ويحملنا.
رانيا،28 عاماً، ابنة المريضة
نحن هنا اليوم، لنخبركم عن خبرتنا بعد حوالي الخمس سنوات من معانات الوالدة على فراش المرض والألم. وحتى نشهد معاً لحضور اله الدائم في حياتنا، ونشكره على وجوده معنا، لأنّه لولاه لما استطعنا متابعة المشوار خلال كلّ هذه الفترة الصعبة.
عندما أصيبت أمّي بالفالج، شعرنا بأنّ الربّ قد أرسل لنا صليباً، لم نرفضه، بل قبلناه كمشيئة الربّ في حياتنا. سمح لنا الربّ أن نقوم بواجبنا تجاهها على قدر معرفتنا:
- كان سريرها في غرفة الجلوس ولم نعزلها في غرفة النوم.
- كانت وما زالت تشاركنا في كلّ شاردة وواردة، وما زلنا نستشيرها في كلّ شيء ونأخذ برأيها.
- بسمتها مرسومة دائماً على وجهها.
لم نملّ منها، بل على العكس، نشعر بأننا نتعلّق بها أكثر يوماً بعد يوم، وهي بركة بيتنا.
تعلّمنا أنّ حبّ الصليب، عندما يزداد عند المؤمن يجعله يضمّه إلى صدره بحرارة. هكذا نحن، نغمر أمّي بكلّ محبّة، لأنّ المحبّة هي أفضل دواء للمريض.
ريمون، 32 عاماً، ابن المريضة
في 14 شباط ( فبراير) 2003، كان عيد القدّيس فالنتين، وكان عمري ثمان سنوات، وقبل أن تصاب جدّتي بالمرض بيومين. كانت تتألم كثيرا يومها ولم تكن تستطيع المشي، وبالرغم من ذلك، أصرّت أن تذهب إلى السوق وتشتري لي وردة، حتى تعبّر لي عن حبّها.
واليوم، أنا بدوري، أقدّم هذه الوردة للربّ يسوع بإسم جدّتي، التي تشبه كثيرا هذه الوردة الجميلة، وأطلب منه أن لا يتركها وأن لا يتركنا.
نويلا، 13 عاماً، حفيدة المريضة
المجد لله في العلى
شهادة حياة من السيد حليم نصر بمناسبة شفاء ولده شربل نصر( 13 عاماً).
دعتني الأخت أوديل، من راهبات الفرنسيسكانيات مرسلات مريم، ولجنة المريض حتى أقدّم الشكر لله على أنعامه الغزيرة علينا، وخاصة النعمة الكبيرة التي منحها لابننا شربل.
سأخبركم عن المراحل الصعبة التي مرّ بها شربل منذ تاريخ 10/6/2001 عندما أدخلنا شربل إلى مستشفى قلب يسوع وهو في حالة يرثى لها. وأجريت له عملية جراحية خطيرة في الدماغ بسبب ورم في الرأس. ولكن حالته لم تتحّسن، فاقترح الأطباء عليّ إعادة العملية من جديد لأنّ الكيس الموجود في الرأس قد تضخّم أكثر ممّا كان عليه.
فتضرّعت بحرارة إلى العذراء مريم لكي تشفيه، فما كان الجواب إلا أن شاهدت بأم العين يد العذراء تشير لي بأنّ الكيس قد زال من الوجود وسمعت صوتاً يقول لي: " إبقى على إيمانك". ومنذ ذلك الوقت، قرّرت إلغاء جميع العلاجات والأدوية ولم أزل حتى الآن أطلب وأتضرّع للعذراء مريم والقدّيس شربل.
وبالفعل تحسّنت صحة شربل وأصبح بألف خير إلى تاريخ 14/10/2007، إذ تعرّض شربل مجدّدا إلى وعكة صحية قوية، فأدخلناه إلى المستشفى من جديد وبقي فيها شهر ونصف الشهر بين الحياة والموت. أما الأطباء فقد تركوه لقدرة الإلهية.
وكنا أنا وزوجتي نصلّي ونتضرّع ليلاً ونهارا طالبين من الله، ومن جميع القدّيسين، خاصةً القدّيس شربل، بأن يتشفّعوا لشربل. خرج شربل من المستشفى وهو مصاب بشلل كامل في الأطراف والرأس. وقالت لي الدكتورة المعالجة:" ابنك لن يشفى من مرضه إلا بقدرة إلهية".
وبالفعل صعدنا به إلى عنّايا ( مزار القدّيس شربل ) وألبسناه ثوب مار شربل. وفي إحدى الليالي، بينما كنّا نصلّي الوردية في البيت، قام شربل ووقف على رجليه. أنا لم أصدّق ما رأيت، وبدأت أصرخ وأصلّي بحرارة من شدّة الفرح.
ليتمجّد اسمك يا ربّ في قدّيسيك. ما أعظم أعمالك يا ربّ. نعم الشكر والحمد لك يا ربّ على هذه الأعجوبة، لأنّ عندك لا شيء غير مستطاع. وها هو شربل اليوم يسير بخطى ثابتة، معافىً بقدرة الله وبشفاعة العذراء مريم والقدّيس شربل.
|