عندما كنا صغارا كانت تُروى لنا قصص من العهد القديم بدءاً من قصة آدم وحواء وكيف عصيا وصية الله ، وقصة إبراهيم عندما شرع بتقديم ابنه الوحيد ذبيحة طاعة لله، وقصة النبي موسى وهو حامل عصاه يُُخرج شعب الله من العبودية وكيف نحت الله له الوصايا العشر على جبل سيناء وكانت تنتهي هنا القصة...
كبرنا ونضج إيماننا وأدركنا بأننا نعيش حياة آدم وحواء وحياة الشعب العبراني في صحراء سيناء بعصياننا لله وبيأسنا وحزننا ولكن تعلمنا بأن يسوع هو فرحنا ورجاءنا ومخلصنا من عبودية الخطيئة بصلبه على الصليب وقيامته وانتصاره على الموت ففرحنا بذلك، ولكن للأسف نستصعب عيش هذا الإيمان ونحن في قلب التجربة ونتذمّر مثل الشعب العبراني في البرية إلا أن الله لا يتركنا...
لذلك نشكره لأنه أتاح لنا الفرصة بأن نفهم كيف نعيش يسوع في حياتنا، كيف نعمّق علاقتنا به وذلك من خلال رياضة روحية لمربي التعليم المسيحي أقيمت في الحسكة ( سوريا ) في 17 آذار/ مارس ،2007، اختصرت مسيرة حياتنا الروحية التي عليها المرور بالصليب والموت لتصل إلى الحياة مع الآب. وقد أقيمت هذه الرياضة على شكل مسير في الطبيعة المعبّرة عن جمال الله ومحبته، مرورا بثلاث محطات هي ثلاث مراحل نحياها ونختبر مدى حبّ الله لنا...
المرحلة الأولى: خلق الله الإنسان على صورته ومثاله
عشت في هذه المرحلة روعة كوني ابنة الله ومخلوقة على صورته فشعرت بجهلي الذي قادني إلى رفض محبته فشوّهت صورته والأسوأ من ذلك أسعى إلى تبرير خطاياي ولا أعترف بها. فطلبت من الله أن يفيض روحه القدّوس عليّ لأعطي ثمار محبّة مع يسوع وأشارك معه في الخلق.
المرحلة الثانية: الذبيحة
بعد اختباري لمحبة الله في المرحلة الأولى انتابني شعور جميل جدا في المرحلة الثانية فقد اختبرت معنى التضحية الحقيقية طاعةًً لله. ففكرت في الأمور التي أسعى لتحقيقها وهي غالية بالنسبة لي وقدمتها للآب وقلت له إن كانت ستعيق رسالتي في إظهار مجده فلا أريدها، بعدها شعرت بألم ولكنه بركة لأصل إلى القيامة.
المرحلة الثالثة: يسوع يعبر بنا إلى الحياة
خلال مسيرنا عشنا محبة ورحمة الله التي أظهرها للشعب العبراني. وأدركنا أنّ انقطاعنا عن الطعام وشعورنا بالجوع والسير على الأقدام قد تدفع بالمرء إلى التذمّر وهذا ما نعيشه في حياتنا اليومية بمرورنا بالتجارب والشدائد ولكن الامتلاء من كلمة الله والصلاة والترانيم أعطت صمودا وصبرا للوصول مع يسوع المسيح إلى الحياة.
ختمنا مسيرنا بالإفخارستيا التي هي عربون اتحادنا ومشاركتنا بحياة يسوع المسيح وبحياتنا مع بعضنا البعض كجماعة مسيحية في خدمة كلمته.
بشكل عام عشت خبرة روحية رائعة ...لقد تعلمت أن أعطي الألم قيمة وأعيشه بثقة وإيمان ورجاء بالقيامة مع يسوع، وهكذا أعيش حياتي بفرح كنت أبحث عنه دائما، فرح المشاركة في مجد الله. هذا الحبّ العظيم الذي عبّر عنه يسوع يدفعني إلى أن أتجدد بالتوبة والاعتراف والمصالحة لأني أعرف أن يسوع هو "الطريق والحق والحياة".
أطلب الصور
ماريانا العيسى
القامشلي ( سوريا ) |