يقول بولس:" الويل لي إن لم أبشّر "
كانت رسالتنا لهذا العام ، نحن الفريق الرّسولي الفرنسيسكاني خارج حدود الوطن وخارج حدود الذّات . تركنا أعمالنا وهمومنا في لبنان لنزرع أملاً ورجاءً وبسمةً في سوريا وتحديداً في منطقة الحسكة – المالكيّة ...
وبعد ثلاث عشرة ساعةً في الباص وصلنا إلى الحسكة عند راهباتنا واسترحنا عندهم ليومين ثمّ انطلقنا إلى الرّسالة : في كنيسة الكلدان، في المالكيّة ، 45 درجة الحرارة ...لمدّة أسبوع...
وكانت المفاجأة أكثر من مئة ولدٍ ينتظرنا بلهفة..اكتشفنا هناك عدداً كبيراً من المؤمنين أتوا إلينا من كلّ صوب ، أتوا إلى روح المسيح التي جمعتنا في مواضيعنا المستوحاة من مار بولس وألعابنا إن كان في لقاءات الأولاد قبل الظّهر أو في لقاءات الشّبيبة وسهرات الصّلاة في الكنيسة الواحدة الجامعة الرّسوليّة .
لم يقدر الصّراع مع الوقت ولا الشّمس وحرارتها المحرقة ولا التّعب الفكري والجسدي ، إلا أن يعزّز عملنا بقوّة الرّوح القدس ، فتبادلنا الخبرات ورقصنا وغنّينا وصلّينا . لقد كانت الصّلاة ركيزةً مهمّة في حياتنا اليوميّة ، تقوّينا في وقت ضعفنا وتساعدنا على تخطّي العقبات . لم تكن الرّسالة لأهل المالكيّة فحسب بل كانت منّا ولنا... تبادلنا الخبرات وعشنا الحياة الجماعيّة بكلّ تفاصيلها . كما أنّنا تنقّلنا بوسائل عديدةٍ وضحكنا حتّى بكينا ...وما أجمل الرّاحة ولو لبضع ساعات في سرير تحدّه السماء من كل الجهات على السّطح نراقب النّجوم حتّى نغفو...
ذكريات لا تُنتسى . سبحانك يا ربّ ، تضعنا في المكان والزّمان المناسبين حين نلبّي نداءك...أنت الذي قلت الحصاد كثير والفعلة قليلون...نشكرك لأنّك اخترتنا وطبعتنا في كفّ يدك حتّى نحملك إلى العالم بأسره...المجد لك وحدك... (أطلب الصور)