في صيف 2007، قمنا برسالتين في إقليم الكردستان، في شمال العراق. الأولى كانت في منطقة شقلاوة، لمدة 20 يوما وشارك فيها الأخوات : جاكلين ( لبنانية)، وردة( لبنانية)، أنطوانيت( سورية) وإنصاف ( مصرية ) فأقيمت رياضة روحية ودورتين لمربي التعليم المسيحي الذين أتوا من كافة المناطق العراقية. بلغ عدد المشاركين بين 75 إلى 95 مشاركا في الدورتين و 44 مشاركا في الرياضة الروحية.
أما الثانية فقد أقيمت لمدة 10 أيام في مدينة زاخو، على الحدود التركية وشارك فيها الأختين : منى وبياريت ( لبنانيتين ) ، اللتان تعملان في حقل الرسالة في محافظة الحسكة في شمال سوريا المتاخمة للحدود العراقية. شملت هذه الرسالة أيضا على دورتين لمربي التعليم المسيحي وعلى كيفية التأمل في نص إنجيلي.
أما المشاركون في الفترة الصباحية فقد أتوا من القرى المحيطة بمدينة زاخو ( فيشخابور، دير أبون ، قره ولّه، بيرسيفي، ليفو ...)، أما الفترة المسائية فكانت مخصصة لمراكز التعليم في مدينة زاخو . وقد بلغ عدد المشاركين حوالي الخمسين في كل فترة.
إن ما لفت انتباهنا نحن الراهبات المشاركات في هذه الرسالة هو حالة القلق الكبيرة التي يعيشها الناس بسبب الأحوال الأمنية الصعبة، والظروف المعيشية القاسية من جرّاء قلّة العمل، خاصة عند أولئك الذين تركوا بيوتهم ونزحوا إلى مناطق الشمال بحثا عن الأمان.
لكن في وسط كلّ هذه الصعوبات، وجدنا أناسا متعطشين لكلمة الله ولتعميق إيمانهم المسيحي، متكّلين على الله واثقين من رحمته وعنايته. كما وجدنا جماعات كنسية ناشطة متعلقة بتراثها المسيحي وبكنيستها بالرغم من ضعف هذه الكنيسة أحيانا والمشاكل التي تعيشها.
ولكن بالرغم من هذا فانّ هناك أخطارا جسيمة تحدق بالمسيحيين : كالشيّع والبدع التي بدأت تظهر، والهجرة الكثيفة إلى خارج البلاد، والخوف من انغلاق الجماعات المسيحية وانقطاعها عن جذورها العربية بسبب اللغة، حيث أنّ اللغة الرسمية في الإقليم هي اللغة الكردية، أما المسيحيون فيتكلمون لغتهم الخاصة ( السورث ) بالإضافة إلى اللغة الرسمية، أما اللغة العربية فلا يكّرس لها في المدارس إلا حصصا قليلة خلال الأسبوع.
أمام كلّ هذه المخاطر، نجدّ أنّ الهمّ الأكبر هو في تنوير وتدعيم إيمان المسيحيين وترسيخه ليقوم على حجر الزاوية الذي لا يتزعزع : يسوع المسيح.
من هذه القناعة بدأنا منذ عدّة سنوات هذه الرسالة في العراق بطلب من الأساقفة وبرعايتهم، وسنتابعها، لأننا نشعر بأهمية حضورنا وتواجدنا مع هذا الشعب في محنته.
نحمل في صلاتنا الشعب العراقي ليمنحه الربّ السلام والطمأنينة. أطلب الصور
الراهبات المشاركات في الرسالة
|