" يا فرنسيس أبي، ان اكون فقيرة مثلك، يعني التامل في نور الشمس التي لا يعرفها المكفوفون. الشمس هي الحبّ، هي الله:
التعلّق بما هو أرضي يمنع مشاهدة هذا النور.
أنت، يا أبي، تقود الى السعادة، هل كانت عبادة العجل الذهبي منتشرة يوما على الأرض لهذا الحدّ؟
سلالة حواء تئن في البؤس، فرنسيس، يا ابي، تعال لزيارتنا!
أنت من عرف سلطة الفقر، علّمنا قدسية غنى التخلي الانجيلي، واجعلنا نقول مثلك: الهي أنت لي كلّ شيء." ( ماري ده لا باسيون)
" انظروا الى القدّيس فرنسيس: يتجرّد، يتفاني، ويختبر نعمة البشارة هو أيضا. يأتي الملاك الى جبل الألفرنا، والمسيح بذاته يصيّر نفسه فرنسيس، بيدو فرنسيس، وأكثر من أي شخص آخر، من بعد مريم، وكأنّ نفسه تتلاشى في ارادة الحبّ، والحبّ بدوره يسكن ويملك فيه: لم يعد سوى مسيح حتى في مظهره الخارجي." ( ماري ده لا باسيون)
اقتبست ماري ده لا باسيون هذا التقارب مع مريم من فرنسيس بذاته، فهو في سيره على خطى المسيح " حرفيا ودون تأويل"، لم يفصل ابدا الأم عن الابن: " أنا الأخ الصغير فرنسيس، أريد أن أتبع حياة ربنا العلي يسوع المسيح وفقره وأمه الفائقة القداسة، وأثابر على ذلك حتى النهاية . (الوصية الأخيرة). وأيضا: " هو، الفائق الغنى، أراد بنفسه، وهو بين البشر، أن يختار الفقر، مع أمه العذراء الطوباوية". ( من رسالته الثانية إلى جميع المؤمنين).
رأت ماري ده لا باسيون أنها اذا أرادت التمثّل بمريم وبفرنسيس، عليها أن تختار الفقر لتتبع يسوع الفقير والمطيع. كلّ شيء متلاحم: التلاشي الإلهي المنبعث من قلب الثالوث يستمر ويجد مثاله في مريم وفرنسيس...
" رأيت العالم يقول: " الذهب هو السلطة الحقّة". بينما يسوع ملك الفقراء، وفرنسيس أب الفقراء، يقولان: " السلطة الحقّة هي المحبّة، وهي التجرّد وهي الفقر، وهي الله". ( ماري ده لا باسيون)
" ليس الذهب هو السلطة الحقّة، انما السلطة الحقّة هي المحبّة". ( ماري ده لا باسيون)
ألا تحمل هذه الكلمات صدى لعصرنا هذا أكثر من أي عصر مضى؟ ألا تحاول سلطة الذهب السيطرة على سائر السلطات التي تتنازع العالم وعلى مراقبتها وإخضاعها؟
مثل فرنسيس، تملكت ماري ده لا باسيون الرغبة باعادة العيش والعمل بحسب الانجيل على الأرض.
لقد أصبح فرنسيس المجروح بالسمات أيقونة للمسيح. وعندئذ مارس فقره السلطة الحقّة.
يعلم فرنسيس سرّ السلطة الحقّة التي تحرّر وتنفتح على المحبة. هذا السرّ هو التخلي، الفقر، السير على خطى يسوع المتواضع والفقير وعلى خطى أمه الطوباوية، مريم العذراء.
- هل أخذت مسافة، في بعض الأحيان، عمّا يصبو إليه معظم الذين صادفتهم في حياتك حتى الآن؟ أي أهداف يتبعون؟
- فيما النزاع دائر حول " السلطات" وخاصة سلطة الذهب الذي من خلاله يسيطر صاحبه على الآخرين، ويتحكّم بهم، ويستعبدهم؛ ألا تشعر أنك مدعو للتأمل في خيارات " الكلمة"، " ابن الله"؟ في بساطة وفقر حياة يسوع ومريم ويوسف؟ في عدم الأمان الذي عاشوه، وذلك بالسلام والفرح؟
- هل توافق ماري ده لا باسيون في وصفها " للسلطة الحقّة"؟ أيمكنك أن تورد عن هذه " السلطة الحقّة" أمثلة من حولك، أو عشتها أنت بنفسك؟ |