" رأيت الكلمة، المعرفة، الحقيقة،
تجلّي الحبّ الذي يعلم أن بدون أبيه وبدونه وبدون الحبّ ما كان شيء ممّا كان.
والذي يرى أنّ الخطيئة نقيض المحبّة.
هو المحبّة الكاملة، يريد ويباشر تجرّده الذي لا تفسير له.
هو حقيقة الحبّ، سيتجرّد من ألوهيته، ويجعل من نفسه إنسانا.
وكونه إنسانا، يعني أنّه متجسّد.
وستجرّده المحبّة أكثر فأكثر، سيموت، ولا يكون موجودا.
وتضحية هذا الحبّ المجرّد، سيجعلها أبدية على مدى الزمن.
وتبقى اﻹفخارستيا العرس السرّي الروحي للكلمة المتجرّد مع البشرية."
( ماري ده لا باسيون)
كلّ شيء يدور متّحدا ومنسجما حول اﻹفخارسيا في حياة ماري ده لا ياسيون ويأخذ الاسم الذي كرّسها " ضحية يسوع المصلوب" كلّ معناه في الذبيحة اﻹفخارستية، حيث قدّم يسوع نفسه قربانا لأبيه من أجل خلاص العالم. يسوع ذبيحة، يسوع قوت، ويسوع الساكن أبدا في قلب الذي يأكله: " من أكل جسدي وشرب دمي ثبت فيّ وثبتّ فيه". ( يوحنا6/ 56 ).
يسوع، حياة أبدية مع الآب والروح القدس، كلّ شيء هو وحدة، وكلّ شيء جمال في المحبّة.
" في اﻹفخارستيا، يكون يسوع الكاهن والضحية في آن واحد. فتضحيته مستديمة خالدة، وفي كلّ مكان، من أجل الكلّ ومن أجل كلّ شيء. تذهلني هذه الكلمة: " في داخلي، الصلاة ﻹله حياتي"، أحمل في داخلي، يسوع الضحية، وهو صلاة حيّة بواسطة اﻹفخارستيا. يريني أنّ يسوع يصلّي فيّ، كما خارجا عنّي. إنني أراه وكأنّه يستولي على دروبي قرب بيت القربان، وكلّ صوفيّة هذه القصّة السرّية تصبح وكأنّها أكثر شفافية،
( ...) فلا أكون من بعد أنا، بل هو يسوع المحبّة، ويغدو يسوع فيّ ذبيحة متلاشية في كمال الاتحاد. الاتحاد، هذه الكلمة تملأني".
( ماري ده لا باسيون)
نحن ملتزمون جسدا وروحا، عبر اﻹفخارستيا، بمأساة الحبّ في قلب الثالوث. الكلمة، بتلاشي نفسه، يصل إلينا حتى في جسدنا ويتماثل فيه ليدخلنا في الحياة الأبدية، حيث، بعد قيامته يقيم مع الآب والروح القدس.
- هل أنت واع التزامك جسدا وروحا من خلال سرّ الافخارستيا، في عمل الحبّ الذي ينبع من قلب الثالوث؟
- طلب من الروح القدس أن ينير فهمك لسر الافخارستيا ويجدّد تقرّبك منه.
- أطلب من الروح القدس أن يحوّلك، فلا تصبح أنت الحيّ بل يصبح المسيح هو الحيّ فيك.
|