أرسلت ماري ده لا باسيون على خطى يسوع " لتحمل البشارة إلى الفقراء"، " ولتبحث عمّن قد ضاع وتخلّصه".
شاركت في مهمة من أرسله ألآب، في كلّ مراحل حياتها، حتى في الظروف الأكثر واقعية: " كما أرسلني ألآب، أرسلكم أنا أيضا." بطريقة مثالية ستكون ملزمة كليا بالسير على الدرب الذي يقود من الناصرة إلى الجلجلة، قبل أن تصل إلى نور الفصح. في هذه المسيرة، ستعيش الفقر المادي، العزلة النفسية، التناقضات والمعاكسات واخفاقة الصليب. وفيما تفعل ذلك، ستعطي ماري ده لا باسيون الحياة كحبة القمح التي تقبل الموت فتعطي ثمارا كثيرة.
هي ترى، كفرنسيس الأسيزي، أن الرسالة هي تحقيق دعوتهما للحبّ.
" كما تأنس سيدنا يسوع المسيح وضحى بنفسه على الصليب لخلاص جميع النفوس، هكذا تنذر الراهبات مرسلات مريم أنفسهن لرسالة تبشير وتكفير، مضحيات بأنفسهن من أجل الله والكنيسة والنفوس. سيقمن، وفقا لرغبة الحبر الأقدس، في الإرساليات العالمية حتى الأكثر بعدا وخطرا منها" ( قوانين رقم 3)
نجد هنا الخطوط الأساسية، موضحة ببضعة أسطر، للرسالة كما تتصورها ماري ده لا باسيون: التقدمة الحياتية لا تنفصل عن الرسالة- ليس للرسالة حدود جغرافية. هي خاضعة لنداءات الكنيسة التي تفترض أيضا مخاطر ومجازفات. ولأن الرسالة، بالنسبة لماري ده لا باسيون هي طواعية وتلبية دائمة للنداءات التي تسمعها الكنيسة وفي الكنيسة، فالرسالة لا يمكنها أن تحدد لنفسها مسبقا ميدانا لمهمة عملها الرسولي. اختبرت ذلك بنفسها لما كانت في الهند، وفي منطقة محددة وهي المادوري، في جنوب البلاد. لكن، عندما كان الله يدفعها في طريق جديد، ونحو روما، كانت تطلعاتها تتسع حسب أبعاد الكنيسة. لم تتردد بالكتابة إلى مرسلات مريم، في مسودة القوانين الأولى، التي كتبتها سنة 1877 :
" ... إن غاية الرهبنة تجعلها عالمية".
تعبّر ماري ده لا باسيون مرّات عديدة عن قناعة تؤمن بها: " وطننا هو العالم كلّه!"
الرسالة وحدة لا تتجزأ. إنها حياة وطواعية كل معمد يتقبل أن يرسله الله إلى حيث تناديه دعوته. الرسالة هي التعبير عن ال " أنا" المسيحية لكل معمّد ومثبّت لكي يحمل الحب إلى العالم.
يجب على هذه الدعوة المسيحية أن تتفتح وتنمو، وأن تجد مجال عمل يلائمها وسط مجتمعنا العصري المتّسم بعولمة لا تخلو من المخاطر.
الرسالة هي التزام، دون تحفظ في حياة الكنيسة وفي رسالة المسيح الفادي. إنها تدعو المسيحي إلى الاتحاد بالمسيح،
" متأصل فيه ومتأسس عليه ومعتمد على الإيمان الذي تلقاه، وفائض شكرا" ( قول2/7 ). الرسالة هي دعوة تمحو الخوف وتفتح على الرجاء.
- سرّ عمادك وسرّ تثبيتك، ألم يجعلاك مستعدا لأن تحمل الحبّ لإخوتك من حولك؟ كيف يمكنك أن تشارك في رسالة الكنيسة ؟
- وأبعد من الذين تعيش معهم، هنالك الكثيرون الذين يبحثون عن النور... وأيضا الكثيرون الذين لا يبحثون عنه، غارقين في الضلال والألم والظلم. هل تصلي لأجلهم؟ هل تحرم نفسك من شيء ما لأجلهم؟
- آخرون من عمرك، من بلدك، تركوا كل شيء ليتبعوا المسيح عن كثب، ويكونوا مستعدين ليجعلوه محبوبا... إذا دعاك يسوع المسيح...فبماذا تجيب؟
|