" رأيت التجسّد برؤية رائعة:
ابن الله يتلقّى الخلق كانسان،
يتلقّاه من الكائن اللانهائي، الله غير المنفصل عنه وعن الروح القدس،
ويتلقّى من مريم هذا الخلق.
الكلمة، غير المنفصل عن الآب والروح القدس يتجلّى في مريم، ويملؤها بحضوره،
والروح القدس غير المنفصل عن الآب والابن، يتمّم في مريم إنجاز عمل الحبّ.
كانت السماء على الأرض."
( ماري ده لا باسيون)
يتحقّق سرّ التجسّد في مريم، وعبر مريم. دخلت مريم في علاقة الحبّ التي تقيمها مع الله، من خلال الحوار "أنا/أنت" الذي يربطهما. مريم هي طرف في هذا الحوار، لأنها الأولى التي لبّت بشكل كامل دعوة الحبّ. جوابها "هاأنذا"" هو الصدى المميز والكامل لجواب المسيح " هاأنذا" عند دخوله العالم متجسّدا منها، فكان جوابهما واحدا في ديناميكيّة الحبّ المؤديّة إلى خلاص الإنسان.
بمشاركتها الوثيقة بسرّ التجسّد، عاشت مريم هذا السرّ، كامرأة، بكلّ مراحله، حتى النهاية، إلى أن أعطانا إياها يسوع أما لنا، وهو على الصليب.
كيف يمكن أن لا نشعر بقربها منا، كأم حنون علينا أن نتبعها ونقتدي بها؟
- هل تأملت يوما بحقيقة سرّ التجسّد، هذا السرّ الذي تحقّق بفضل مريم وفيها؟
- إلى أين بلغت بها هذه ال"نعم" التي ما انفكّت تردّدها؟
- هل أنت من الذين يتكلون على مريم بقلب بسيط ومتواضع، ويفسحون لها المجال لتقودهم؟
|